في مشهد بدا وكأنه لوحة فنية مرسومة بريشة الزمن، استقبلت شوارع القاهرة القديمة، مساء الأحد، لحظة استثنائية جمعت بين عبق الماضي وحوار المستقبل، حين اصطحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة داخل أزقة خان الخليلي، أحد أعرق المعالم التاريخية في العاصمة.

السيسي وماكرون يتحاوران على قهوة نجيب محفوظ بخان الخليلي

وخلال تلك الجولة التي امتلأت بأجواء الود والرمزية الثقافية، جلس الرئيسان في قهوة نجيب محفوظ، حيث تبادلا الحديث في لحظة عفوية جمعت بين السياسة والتراث. 

المكان الذي يحمل اسم الأديب المصري العالمي، الحائز على نوبل، تحوّل لوهلة إلى ساحة حوار بين زعيمي دولتين، وسط عبير القهوة ورائحة التاريخ العتيق التي تنبعث من جدران الحي.

القنوات الفضائية المصرية، وعلى رأسها "إكسترا نيوز"، بثت مشاهد حية للجولة الرئاسية، حيث بدا الرئيسان وهما يتجولان وسط ترحيب شعبي كبير.

السيسي صافح عددًا من المواطنين، فيما لم يتوانَ ماكرون عن التعبير عن سعادته بابتسامة دافئة وتحية للمصريين الذين تجمعوا لتحية الضيف الفرنسي.

وبين صيحات "بنحبك يا ريس" التي هتف بها المواطنون، وتلويحات اليدين التي زينت الوجوه الباسمة، بدت الجولة الرئاسية أكثر من مجرد زيارة رسمية، بل تجسيدًا للعلاقات الودية والتاريخية بين الشعبين المصري والفرنسي، ولقاء إنساني في أحد أكثر الأماكن سحرًا في قلب القاهرة.

زيارة خان الخليلي جاءت ضمن جدول مزدحم للرئيس الفرنسي الذي يزور مصر لمناقشة ملفات التعاون الإقليمي والدولي، وتعزيز الشراكات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، إلا أن هذا التوقف الإنساني في قهوة نجيب محفوظ أضفى بعدًا رمزيًا على الزيارة، يعكس التقارب الحضاري والثقافي بين مصر وفرنسا.

ومن خان الخليلي إلى قلوب المصريين، سارت تلك الجولة كرسالة سلام وتقدير متبادل، في زمن تتعطش فيه الشعوب إلى اللحظات التي تتجاوز فيها السياسة حدود البروتوكولات، لتتلاقى عند طاولة بسيطة داخل مقهى صنع تاريخه من عبق الحكايات.