يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً عنيفاً منذ فجر الإثنين، أسفر حتى اللحظة عن استشهاد 37 فلسطينياً، وفق ما أفادت به مصادر طبية ومحلية. الغارات الإسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في شمال ووسط وجنوب القطاع، وأدت إلى سقوط عدد كبير من المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

خسائر بشرية في خان يونس وغزة

أكدت المصادر الطبية أن من بين الشهداء الـ37، 16 شخصاً قضوا في قصف استهدف مدينتي خان يونس وغزة. كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع مدنية ومنازل في أحياء مكتظة بالسكان، وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار الغارات.

وفي خان يونس، استشهد سبعة مواطنين نتيجة قصف مباشر لتكية طعام خيرية في منطقة المواصي، حيث كانت تقدم الوجبات للمواطنين النازحين. وتسببت الغارة كذلك في إصابة عدد من المتطوعين والمدنيين الذين كانوا ينتظرون وجبات الغذاء.

وفي غزة المدينة، قصف الاحتلال حي الشجاعية شرقي المدينة، مما أدى إلى استشهاد أم وطفلها وإصابة آخرين، في استهداف وصفه شهود عيان بأنه "عشوائي ومكثف". كما طال القصف حي النصر وشارع الشفا، حيث استشهد مواطن باستهداف مركبته قرب برج الوحدة، فيما استشهد آخرون في شارع الجلاء إثر قصف قرب عمارة الزهارنة.

استهداف المدنيين في الشمال

في شمال القطاع، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية مواطناً في عزبة عبد ربه شرقي مخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاده على الفور. كما قصفت القوات الإسرائيلية منزلاً في حي السلام شرق جباليا البلد، موقعةً إصابات عديدة، بينهم أطفال.
 

وفي تطور خطير، اتهم الهلال الأحمر الفلسطيني الجيش الإسرائيلي باستهداف مباشر لطواقمه خلال عملية عسكرية جنوب قطاع غزة الشهر الماضي. وقال رئيس الهلال الأحمر يونس الخطيب في مؤتمر صحفي عقده اليوم الإثنين، إن النيران التي أُطلقت على 15 عنصراً من طواقمه أصابتهم في الجزء العلوي من الجسم، بهدف القتل المباشر.

وأشار الخطيب إلى أن عمليات التشريح التي خضعت لها جثامين الشهداء من الهلال الأحمر والدفاع المدني تؤكد أن جميعهم أُطلق عليهم النار بطريقة متعمدة وقاتلة، ما يُعد جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.

الوضع الإنساني يزداد سوءاً

مع استمرار الغارات واستهداف المؤسسات الإنسانية، يتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل متسارع. فالمستشفيات تعمل بأقصى طاقتها، وسط نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما تكافح طواقم الإسعاف والإنقاذ للوصول إلى الضحايا تحت أنقاض المباني المستهدفة.

وتؤكد المنظمات الإنسانية العاملة في غزة أن استهداف مواقع الإغاثة والمستشفيات وطواقم الإسعاف يشكل خطاً أحمر، ويهدد حياة آلاف المدنيين الذين يعانون من تبعات الحرب المستمرة على القطاع.