في أعقاب الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت منزل الشيخ صالح السهيلي في منطقة شعوب بالعاصمة صنعاء مساء الأحد، والتي أسفرت عن مقتل عدد من أفراد أسرته وإصابته هو وزوجته بجروح خطيرة استدعت نقلهما إلى العناية المركزة، انتشر على نطاق واسع بين الناشطين مقطع فيديو قديم للسهيلي. وقد أثار تداول هذا المقطع نقاشاً محتدماً وتساؤلات عميقة حول طبيعة علاقته وارتباطه بميليشيا الحوثي وأنشطتها المختلفة.

ويظهر الفيديو، الذي حصل عليه "المشهد اليمني"، الشيخ صالح السهيلي وهو يلقي كلمة حماسية خلال فعالية نظمتها الميليشيا الحوثية تحت عنوان "أسبوع الشهيد". وتُعرف هذه الفعالية بأنها منصة تستخدمها الجماعة لتعبئة وتحشيد الأنصار واستقطاب المزيد من المؤيدين لصفوفها وأهدافها.
وخلال كلمته، لم يتردد السهيلي في الإشادة بـ "الشهداء العظماء"، وهو مصطلح دأبت الميليشيا الحوثية على استخدامه للإشارة إلى قتلاها في مختلف المعارك.
وقد أكد السهيلي في خطابه على المكانة الرفيعة والأهمية الكبيرة لهؤلاء القتلى، وذلك في سياق دعائي يخدم أهداف الجماعة.

وتأتي تصريحات الشيخ السهيلي في هذا الفيديو، الذي بثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، في تعارض واضح مع بعض الروايات التي حاولت تقديمه كمدني عادي لا تربطه صلة قوية بالجماعة. ففي كلمته، وجه السهيلي حديثه إلى اليمنيين وعموم الشعوب العربية قائلاً بثقة: "أنا على علم بأن اليمنيين يعرفون من هم الشهداء العظماء"، بل وأضاف بعبارات صريحة تعكس تأييده للمشروع الحوثي: "ومهما قلنا في حقهم فهو قليل قليل قليل.. الشهداء العظماء...".

جدير بالذكر أن الغارة التي استهدفت منزل السهيلي تزامنت مع سلسلة غارات أخرى استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في منطقة "سعوان" الواقعة في قلب العاصمة صنعاء. وفي خضم هذه التطورات المتسارعة، تتعالى الأصوات من قبل مشايخ القبائل وشخصيات اجتماعية مرموقة، مطالبة المواطنين بضرورة الابتعاد عن أي شكل من أشكال التأييد للحوثيين، حتى وإن كان مجرد تأييد إعلامي، خشية أن يتحولوا بذلك إلى أهداف عسكرية مشروعة للجهات المناوئة للجماعة في هذا الصراع المعقد.

الكلمات المفتاحية: اليمن - صنعاء - صالح السهيلي - الحوثيون - غارة أمريكية - فيديو - أسبوع الشهيد - المسيرة - تعبئة - تحشيد - مدنيون - صراع.