كشفت دراسة فنلندية جديدة أن النشاط البدني المنتظم لا يُعد شرطاً أساسياً لإطالة العمر، كما كان يُعتقد سابقاً، رغم أهميته الكبيرة لتحسين جودة الحياة والصحة العامة. ووفقاً لنتائج الدراسة، التي تابعت بيانات 23 ألف توأم وامتدت لأكثر من 45 عاماً، فإن فوائد التمرين البدني تظهر بشكل أوضح في تعزيز الصحة خلال سنوات العمر، وليس بالضرورة في زيادة عدد هذه السنوات.

واعتمد الباحثون في تقييمهم على عدة أدوات علمية متقدمة، منها تحليل المخاطر الوراثية وساعات التقدم البيولوجي، وقاموا بتقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات حسب مستوى نشاطهم: من قليل إلى شديد. وأظهرت النتائج أن الأشخاص قليلي النشاط أو المعتدلين هم الأكثر استفادة من ممارسة الرياضة من حيث خفض خطر الوفاة بنسبة 7%، بينما لم تظهر هذه النسبة بين النشطين للغاية.

وفي المقابل، أشار فريق البحث إلى أن النشاط البدني لا يزال عاملاً حاسماً في تحسين نوعية الحياة، والوقاية من الأمراض المزمنة، والحفاظ على الصحة العقلية، حتى لو لم يُثبت أنه يطيل العمر بشكل مباشر.

وتدعم هذه النتائج فكرة أن الرياضة ليست بالضرورة وسيلة لزيادة عدد السنوات، لكنها وسيلة مهمة لجعل تلك السنوات أكثر صحة واستقلالية.