لم تحب لين أن تبقى طفلتها الصغيرة كريستى تخاف من الماء رغم أنها من عائلة تحب ممارسة السباحة .. فقامت الأم فى أحد الأيام بإلقاء إبنتها الصغيرة فى أحد حمامات السباحة بمدينة هرارى فى زيمبابوى .. لم تكن لين وقتها تريد شيئا إلا أن تكبر كريستى دون خوف من الماء .. ولم تتوقع أن هذه الطفلة حين تكبر ستفوز بسبع ميداليات أوليمبية فى السباحة..

وأكثر سباحة أوليمبية فوزا بميداليات فى العالم كله .. والأكثر فوزا بميداليات أوليمبية بين كل الأفارقة سواء لاعبات أو لاعبين وفى كل الألعاب .. وبالتأكيد لم تتوقع لين أن ابنتها ستصبح قبل أن تكمل الثانية والأربعين من عمرها أول إمرأة تتولى رئاسة اللجنة الأوليمبية الدولية .. وأول أفريقية أو أفريقى تجلس على المقعد الرياضى الأكبر والأشهر والأهم فى العالم .. ففى الانتخابات الأوليمبية أول أمس فى منتجع كوستا نافارينو على ساحل البحر الأيونى فى اليونان .. وأمام ستة منافسين رجال منهم ثلاثة رؤساء اتحادات رياضية دولية .. نجحت كريستى كوفنترى فى الفوز بأغلبية أصوات أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية لتصبح أصغر من يدير هذه اللجنة منذ تأسيسها 1894 ..

وعاشر رئيس أوليمبى وستبقى تشغل هذا المنصب حتى 2033 .. وفازت كريستى بالأغلبية والمنصب بعد أن اختارها الأعضاء ثقة فى قدراتها واحتراما لتاريخها الرياضى .. ولم ينل اللورد الإنجليزى سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولى لألعاب القوى إلا 8 أصوات فقط رغم أنه كان المرشح الأقوى والأبرز الذى راهن كثيرون على نجاحه .. ونال الإسبانى خوان أنطونيو سامارانش نجل أحد أشهر رؤساء اللجنة 28 صوتا .. ونال الفرنسى ديفيد لابارتيان رئيس الاتحاد الدولى للدراجات واليابانى مورينارى واتانابى رئيس الاتحاد الدولى للجمباز على 4 أصوات لكل منهما ..

ولم ينل السويدى يوهان إلياش رئيس الاتحاد الدولى للتزلج والأمير الأردنى فيصل بن الحسين إلا على صوتين فقط لكل منهما .. وطيلة فترة الانتخابات تعرضت كريستى لكثير من الشائعات والاتهامات .. فقيل أن الرئيس الحالى الألمانى توماس باخ يساندها سرا رغم أنه ممنوع على الرئيس القيام بذلك أو حتى التصويت والاختيار ..

وقيل أنها لم تنجح فى منصبها كوزيرة للرياضة فى زيمبايوى وهو المنصب الذى تشغله كريستى منذ 2019 .. وقيل أنها إمرأة بيضاء وليس من الضرورى أن يساندها وينحاز لها الأفارقة .. وفى أولى تصريحاتها بعد الفوز برئاسة اللجنة الأوليمبية الدولية .. قالت كريستى أنها فخورة بأن تصبح أول إمرأة وأول أفريقية تشغل هذا المنصب .. وأن نجاحها يعنى تحطيم سقف طموحات الكثيرين لتصبح بلا حدود أو نهاية .. وأنها ستحرص على أن يبقى من منحوها أصواتهم فخورين بمن اختاروها لرئاسة اللجنة الأوليمبية الدولية