يسيطر هدوء حذر على المناطق الجنوبية، بعد سلسلة من الغارات التي استهدفت مناطق مختلفة، فيما تخرقه طلعات جوية للطيران الحربي، الذي يحلق على علو منخفض في عدد من المناطق الجنوبية.

وفي وقت سابق من اليوم، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على لبنان، في إطار خروقاته المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، مستهدفًا وسط بلدة تولين المكتظة بالسكان، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين، بينهم طفلة، وإصابة ثمانية آخرين، بينهم طفلان، وفق ما أعلن مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة اللبنانية.

وصعّد الاحتلال من اعتداءاته المتكررة، حيث شنت الطائرات الحربية بعد الثانية عشرة ظهرًا سلسلة غارات، استهدفت عدة قرى ومناطق في الجنوب.

وتركزت الغارات على مرتفعات إقليم التفاح، وصولًا إلى تلال جبل الريحان وجزين، حيث تعرضت لأكثر من 10 غارات، في وقت لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

كما استهدفت الغارات مناطق مليتا، وصافي، وسجد، وبصليا باتجاه كفر ملكي وكفر حونة، إضافةً إلى يحمر الشقيف، وكفركلا، وبيت ليف – الصالحاني، وطير حرفا، والجبين، والمحمودية، وراميا، وعيتا الشعب.

ولاحقًا، ساد الهدوء الحذر في القرى الجنوبية، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي على علو منخفض في سماء لبنان، كما استمرت طلعات المُسيّرات الإسرائيلية على مدار ساعات النهار.

وشهدت بلدة تولين أعنف الغارات الجوية والاعتداءات على المناطق الجنوبية، حيث استهدفت الطائرات الحربية مبنى مكونًا من ثلاث طبقات، يضم شققًا سكنية، إضافةً إلى تعاونية ومحال تجارية. وأسفر القصف عن تدمير المبنى بالكامل، مما أدى إلى وقوع إصابات وسقوط عدد من الشهداء والجرحى المدنيين، بالإضافة إلى تدمير عدة سيارات كانت تمر عبر الطريق المجاور.

وسارعت سيارات الإسعاف إلى المكان، وسط إدانات واسعة، معتبرةً أن ما حصل “إجرام وحقد يستهدف المدنيين”، في حين أن العدو الإسرائيلي لا يحتاج إلى أي ذريعة لتنفيذ اعتداءاته منذ انسحابه من جنوب لبنان.

ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية طوال الفترة الماضية، سواء عبر الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الحربية والمسيرات التي تستهدف السيارات المدنية، أو من خلال عمليات التحليق المكثف للمُسيّرات التي تلاحق المواطنين داخل المنطقة الحدودية، وتلقي قنابل صوتية. كما تتواصل حوادث إطلاق النار على المواطنين في كفركلا وحولا وبلدات حدودية أخرى، مما يؤدي غالبًا إلى سقوط شهداء وجرحى.

حزب الله ينفي المزاعم الإسرائيلية

وفي السياق، نفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن “ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان، والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار”.

وجدّد الحزب التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير على لبنان.

النائب علي فياض: العدو يروّج لمزاعم كاذبة لتبرير اعتداءاته

من جانبه، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب علي فياض، أن العدو الإسرائيلي يُمعن في اعتداءاته ضد المدنيين اللبنانيين، وكان آخرها استهداف وسط بلدة تولين – قضاء مرجعيون، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من الأهالي.

وقال: “إنّ الممارسات الإسرائيلية تجاوزت كل حدّ، وباتت فعلًا يوميًا متكررًا، دون أي اكتراث للقرار الدولي 1701 وإجراءاته التنفيذية، وكأنّ هذا القرار لا وجود له في قواعد الممارسات الإسرائيلية تجاه الجنوب والمناطق اللبنانية الأخرى”.

وشدد على أن “العدو الذي يسوق المزاعم الكاذبة والذرائع الفارغة لتبرير اعتداءاته، لا يكترث أصلًا بتبرير ممارساته الإجرامية، بل يسعى بوضوح إلى التصعيد والتمادي في عدوانه، مستغلًا الغطاء الأميركي، والتزام لبنان الصارم بالقرار 1701”.

وأضاف: “إنّ حزب الله، إذ يؤكد مجددًا مسؤولية الحكومة في تحديد الأطر والوسائل الكفيلة بوضع حدّ للممارسات الإسرائيلية الخطيرة، يدعوها إلى تكثيف جهودها لمتابعة الوضع على مستويات مختلفة، نظرًا لمنحى التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان”.

الجيش يعثر على 3 منصات صواريخ بين كفرتبنيت وأرنون – النبطية

وعلى إثر إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجرى الجيش اللبناني عمليات مسح وتفتيش، أسفرت عن العثور على ثلاث منصات صواريخ بدائية الصنع، في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتي كفرتبنيت وأرنون – النبطية، حيث عملت الوحدات المختصة على تفكيكها.

وتواصل الوحدات العسكرية اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع في الجنوب.

غارات اسرائيلية على مناطق جنوبية مختلفة

وشنَّ الجيش الإسرائيلي صباح السبت اعتداءات على مناطق في جنوب لبنان، ردًا على مزاعمه بشأن إطلاق ثلاثة صواريخ من هذه المنطقة باتجاه شمال فلسطين المحتلة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه اعترض ثلاثة صواريخ أُطلقت من جنوب لبنان نحو شمال فلسطين المحتلة.

ونقل مسؤول إسرائيلي أن “ستة صواريخ أُطلقت صباح اليوم (السبت) على الجليل، دخل ثلاثة منها الأراضي الإسرائيلية، وتم اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي”.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، قد أوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، والذي استمر لمدة 66 يومًا.

ومنذ ذلك الحين، يواصل العدو الإسرائيلي خرق الاتفاق بشكل يومي، حيث يشن غارات على مناطق في الجنوب والبقاع، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين، وسط صمت اللجنة المعنية بمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار.

المصدر: موقع المنار