في الوقت الذي تتجه فيه الأسواق العالمية نحو مزيد من الحذر بشأن مستقبل التجارة الدولية، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشعال الجدل حول سياسات الحماية الاقتصادية من خلال تصريحات أكّد فيها عزمه على فرض رسوم جمركية دائمة بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار الأجنبية، مع تجاهل واضح لأي تداعيات محتملة على أسعار السيارات في السوق الأمريكي أو على العلاقة مع الحلفاء التجاريين.
هذه التصريحات، التي جاءت في مقابلة مع شبكة "NBC News"، تكشف عن رؤية ترامب المتشددة تجاه التجارة، وتعكس فلسفة قائمة على إعادة توجيه الاستهلاك نحو المنتج المحلي، حتى لو جاء ذلك على حساب المستهلك الأمريكي نفسه أو الشراكات الاقتصادية طويلة الأمد مع دول مثل كندا واليابان وألمانيا.
اقرأ أيضاً: عمالقة السيارات يتحدون.. لماذا لجأت فولكس فاجن للشراكة مع ريفيان؟
"لا يهمني إن رفعوا الأسعار، الناس سيتجهون إلى شراء السيارات الأمريكية الصنع، ولدينا منها الكثير".
هذا التصريح يكشف عن رؤية اقتصادية تتجاوز المعادلات التقليدية للسوق، وتعتمد على فرض واقع جديد يُجبر المستهلكين على تعديل سلوكهم الاستهلاكي – ليس من خلال الحوافز، بل من خلال زيادة تكلفة البدائل الأجنبية.
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية
هذا النوع من التصريحات يعيد إلى الأذهان منهج "الصفقة الكبرى" الذي يتبناه ترامب، والذي يتعامل مع العلاقات الاقتصادية كصفقات قصيرة المدى يمكن إعادة التفاوض حولها في أي وقت، حتى لو كانت قائمة منذ عقود ضمن اتفاقيات متعددة الأطراف.
هذا الارتفاع قد لا يقتصر على السيارات المستوردة فقط، بل يمتد أيضًا إلى السيارات التي يتم تجميعها محليًا باستخدام قطع غيار أجنبية، والتي ستخضع بدورها لنفس النسبة من الرسوم.
كما أن كبار المحللين في القطاع، مثل سام فيوراني من شركة AutoForecast Solutions، يحذّرون من أن المصنعين سيعيدون النظر في الطرازات التي سيتم إنتاجها مستقبلًا، ما يعني أن المستهلك الأمريكي سيواجه سوقًا أكثر محدودية، وخيارات أقل، وأسعارًا أعلى.
بحسب "Cox Automotive"، فإن نحو 44% من السيارات الجديدة المباعة في السوق الأمريكي يتم تصنيعها خارج البلاد، في كندا والمكسيك وأوروبا وآسيا، ما يضع نسبة كبيرة من المعروض السنوي تحت خطر الرسوم المرتفعة.
كما أدان رئيس الوزراء الياباني شينجيرو إيشيبا الخطوة، مؤكدًا أنها تضر بأسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
هذه الردود تشير إلى أن العالم لم يعد يتعامل مع الولايات المتحدة كقائد اقتصادي عالمي متوقع منه الالتزام باتفاقيات دولية، بل كقوة تسعى لإعادة تشكيل النظام التجاري بما يخدم مصالحها الآنية، حتى لو جاء ذلك على حساب الثقة الدولية.
وفي ظل غياب مسار تفاوضي واضح، وارتفاع أصوات الغضب في الخارج، يبقى مستقبل العلاقات الاقتصادية الأمريكية مفتوحًا على احتمالات معقدة، تبدأ من صراع الرسوم وتنتهي بإعادة رسم خريطة التحالفات العالمية.
هذه التصريحات، التي جاءت في مقابلة مع شبكة "NBC News"، تكشف عن رؤية ترامب المتشددة تجاه التجارة، وتعكس فلسفة قائمة على إعادة توجيه الاستهلاك نحو المنتج المحلي، حتى لو جاء ذلك على حساب المستهلك الأمريكي نفسه أو الشراكات الاقتصادية طويلة الأمد مع دول مثل كندا واليابان وألمانيا.
اقرأ أيضاً: عمالقة السيارات يتحدون.. لماذا لجأت فولكس فاجن للشراكة مع ريفيان؟
"لا مانع من ارتفاع أسعار السيارات"
واحدة من أكثر الرسائل وضوحًا في تصريحات ترامب كانت موقفه من احتمالية ارتفاع أسعار السيارات نتيجة هذه الرسوم، إذ قال بوضوح:"لا يهمني إن رفعوا الأسعار، الناس سيتجهون إلى شراء السيارات الأمريكية الصنع، ولدينا منها الكثير".
هذا التصريح يكشف عن رؤية اقتصادية تتجاوز المعادلات التقليدية للسوق، وتعتمد على فرض واقع جديد يُجبر المستهلكين على تعديل سلوكهم الاستهلاكي – ليس من خلال الحوافز، بل من خلال زيادة تكلفة البدائل الأجنبية.
الرسوم الجمركية كأداة استراتيجية
برغم الطابع الاقتصادي لقرار فرض الرسوم الجمركية، إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة تعبّر عن توجه استراتيجي أشمل، يهدف إلى إعادة هندسة العلاقات التجارية الدولية. فالرئيس الأمريكي لمّح بوضوح إلى أن هذه الرسوم ليست محل تفاوض، ما لم تحصل الولايات المتحدة على "شيء ذي قيمة كبيرة"، على حد قوله.اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية
هذا النوع من التصريحات يعيد إلى الأذهان منهج "الصفقة الكبرى" الذي يتبناه ترامب، والذي يتعامل مع العلاقات الاقتصادية كصفقات قصيرة المدى يمكن إعادة التفاوض حولها في أي وقت، حتى لو كانت قائمة منذ عقود ضمن اتفاقيات متعددة الأطراف.
ارتفاع أسعار السيارات ومحدودية الطرازات
وفق تقديرات مؤسسات مثل Cox Automotive، فإن تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار المستوردة قد يؤدي إلى رفع أسعار السيارات بما يصل إلى 6,000 دولار في المتوسط، وهو ارتفاع كبير بالنظر إلى أن متوسط السعر الحالي يقترب من 50 ألف دولار.هذا الارتفاع قد لا يقتصر على السيارات المستوردة فقط، بل يمتد أيضًا إلى السيارات التي يتم تجميعها محليًا باستخدام قطع غيار أجنبية، والتي ستخضع بدورها لنفس النسبة من الرسوم.
كما أن كبار المحللين في القطاع، مثل سام فيوراني من شركة AutoForecast Solutions، يحذّرون من أن المصنعين سيعيدون النظر في الطرازات التي سيتم إنتاجها مستقبلًا، ما يعني أن المستهلك الأمريكي سيواجه سوقًا أكثر محدودية، وخيارات أقل، وأسعارًا أعلى.
الطرازات المعرضة للخطر
الطرازات التي يُتوقع أن تتأثر بشكل مباشر تشمل عددًا من السيارات الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، مثل طرازات هوندا، سوبارو، وشيفروليه، والتي يتم تصنيعها كليًا أو جزئيًا في الخارج.بحسب "Cox Automotive"، فإن نحو 44% من السيارات الجديدة المباعة في السوق الأمريكي يتم تصنيعها خارج البلاد، في كندا والمكسيك وأوروبا وآسيا، ما يضع نسبة كبيرة من المعروض السنوي تحت خطر الرسوم المرتفعة.
نهاية التعاون التجاري التقليدي
أخطر ما في تصريحات ترامب ليس فقط ما تحمله من أثر على صناعة السيارات، بل ما تعكسه من تغيرات هيكلية في التحالفات الاقتصادية. فتصريحات رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذي قال إن "حقبة التعاون الاقتصادي والعسكري الوثيق مع الولايات المتحدة قد انتهت"، تعكس تحوّلًا جذريًا في العلاقات بين واشنطن وحلفائها التقليديين.كما أدان رئيس الوزراء الياباني شينجيرو إيشيبا الخطوة، مؤكدًا أنها تضر بأسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
هذه الردود تشير إلى أن العالم لم يعد يتعامل مع الولايات المتحدة كقائد اقتصادي عالمي متوقع منه الالتزام باتفاقيات دولية، بل كقوة تسعى لإعادة تشكيل النظام التجاري بما يخدم مصالحها الآنية، حتى لو جاء ذلك على حساب الثقة الدولية.
تصعيد اقتصادي وانعزال سياسي
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن سياسات ترامب التجارية تمضي نحو مزيد من التصعيد، ليس فقط مع الخصوم مثل الصين، بل حتى مع الحلفاء. ومع اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة، تُطرح تساؤلات حول قدرة واشنطن على إدارة تداعيات الانعزال التجاري، خصوصًا في وقت ترتفع فيه معدلات التخلف عن سداد قروض السيارات، بحسب تقارير وكالة "فيتش".وفي ظل غياب مسار تفاوضي واضح، وارتفاع أصوات الغضب في الخارج، يبقى مستقبل العلاقات الاقتصادية الأمريكية مفتوحًا على احتمالات معقدة، تبدأ من صراع الرسوم وتنتهي بإعادة رسم خريطة التحالفات العالمية.
0 تعليق