عاجل

تسريب خطط عسكرية أميركية عبر تطبيق مراسلة: حادثة أمن قومي غير مسبوقة تهز واشنطن - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تسريب خطط عسكرية أميركية عبر تطبيق مراسلة: حادثة أمن قومي غير مسبوقة تهز واشنطن - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 12:49 صباحاً

في حادثة وصفت بأنها "خرق غير مسبوق للأمن القومي"، كشفت مجلة ذي أتلانتيك الأميركية عن تسريب خطط عسكرية سرية للجيش الأميركي بعدما أرسل وزير الدفاع بيت هيغسيث، بطريق الخطأ، رسالة نصية تتضمن تفاصيل دقيقة حول عملية عسكرية مرتقبة ضد مواقع الحوثيين في اليمن إلى رئيس تحرير المجلة جيفري غولدبرغ.

الحادثة التي أثارت زوبعة من الجدل السياسي والإعلامي في واشنطن تسلط الضوء على المخاطر المرتبطة باستخدام تطبيقات المراسلة التجارية لنقل معلومات حساسة ذات طابع استراتيجي.

كيف حدث التسريب؟

وفقًا لما كشفه غولدبرغ في مقالته التي نشرتها المجلة يوم الاثنين، فإن القصة بدأت عندما تلقى طلب اتصال عبر تطبيق المراسلة المشفر "سيغنال" من مستشار الأمن القومي مايكل والتز في 11 مارس/آذار الجاري.

لم يكن غولدبرغ متأكداً في البداية من هوية المرسل، لكنه قبل الطلب ظناً منه أن الأمر قد ينطوي على معلومات مهمة تتعلق بقضايا دولية مثل أوكرانيا أو روسيا.

وبعد يومين، تم إدراج غولدبرغ ضمن مجموعة محادثة على التطبيق تحمل اسم "مجموعة الحوثيين الصغيرة" ، والتي ضمت كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ومبعوث ترامب لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، وغيرهم من كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي.

ما كان يبدو في البداية نقاشاً تنسيقياً بين المسؤولين حول الاستراتيجيات العسكرية المخطط لها، سرعان ما تحول إلى كارثة أمنية عندما أرسل وزير الدفاع بيت هيغسيث رسالة نصية تحتوي على خطة العملية العسكرية بالتفصيل، متضمنة الأسلحة المستخدمة، والأهداف المحددة، والجدول الزمني للهجمات.

ولم يمضِ سوى ساعتين حتى بدأت الهجمات الفعلية، مما أكد لغولدبرغ صحة المعلومات الواردة في الرسائل.

تفاصيل المحادثات السرية

كشف غولدبرغ عن النقاشات الاستراتيجية التي دارت داخل المجموعة، والتي تطرقت إلى مبررات شن الهجوم والتداعيات السياسية المحتملة.

أعرب نائب الرئيس جي دي فانس عن قلقه بشأن تأثير الهجمات على أسعار النفط وعلى التجارة العالمية، مشيراً إلى أن نحو 40% من التجارة الأوروبية تعتمد على قناة السويس، بينما تعتمد الولايات المتحدة بنسبة 3%.

من جانبه، أكد وزير الدفاع هيغسيث أهمية استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر والرد على التهديدات الحوثية، معتبراً أن تأجيل العملية لن يؤدي إلى تغيير كبير في المعادلات الاستراتيجية.

وفي سياق آخر، علّق مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر (المعروف اختصاراً بـ"س.م") على النقاش قائلاً إن "لا شيء مجانياً"، مشدداً على أن الضربة العسكرية جاءت بموافقة مباشرة من الرئيس ترامب وأن هناك حاجة إلى ضمان تحقيق مكاسب اقتصادية مقابل التكلفة الباهظة التي سيتحملها الاقتصاد الأميركي نتيجة هذه العملية.

كما أشار إلى ضرورة التواصل مع مصر وأوروبا لضمان تعويضهما عن التكاليف الاقتصادية الناتجة عن استعادة حرية الملاحة.

ردود فعل الإدارة الأميركية

بعد الكشف عن الحادثة، أقر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بريان هيوز، بصحة الرسائل، مؤكداً أن إضافة رقم جيفري غولدبرغ إلى المجموعة كانت "خطأ غير مقصود".

وقال إنه يتم حالياً مراجعة الإجراءات التي أدت إلى هذا الخرق.

وفي تصريح له، قال الرئيس ترامب إنه "لا يعلم شيئاً عن هذه الحادثة"، معبراً عن عدم إعجابه بمجلة ذي أتلانتيك .

ومع ذلك، أكد البيت الأبيض ثقته بمستشار الأمن القومي مايكل والتز وبفريق الأمن القومي بشكل عام.

تساؤلات حول استخدام تطبيقات المراسلة

أثارت هذه الحادثة تساؤلات كبيرة حول مدى أمان استخدام تطبيقات المراسلة التجارية مثل "سيغنال" في مناقشة قضايا الأمن القومي الحساسة.

وأشار محللون إلى أن هذه التطبيقات، رغم أنها تقدم مستوى عالياً من التشفير، إلا أنها ليست مصممة لتخزين أو نقل معلومات سرية للغاية.

وأكد غولدبرغ نفسه في مقاله أن استخدام مثل هذه التطبيقات لتنسيق عمليات عسكرية يعد سابقة خطيرة، محذراً من أن وقوع هذه المعلومات في أيدي أعداء الولايات المتحدة قد يعرض الجنود الأميركيين للخطر.

جلسة استماع في الكونغرس

في سياق متصل، من المقرر أن تشهد واشنطن اليوم الثلاثاء جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، حيث ستُدلي مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) جون راتكليف بشهادتيهما حول الحادثة.

ومن المتوقع أن يسلط الديمقراطيون الضوء على الإخفاقات التي وقعت في إدارة ترامب فيما يتعلق بحماية المعلومات الحساسة والالتزام بالإجراءات الأمنية اللازمة.

الحادثة التي كشف عنها غولدبرغ تُظهر بوضوح المخاطر المرتبطة باستخدام الأدوات الرقمية الحديثة في التعامل مع قضايا الأمن القومي.

وبينما تسعى الإدارة الأميركية إلى احتواء الأزمة، فإن هذه الحادثة قد تكون نقطة تحول في كيفية إدارة واشنطن للمعلومات السرية مستقبلاً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق