في حادثة غريبة ومثيرة، شهدت العاصمة الفرنسية باريس محاولة اختطاف درامية استهدفت ابنة رجل أعمال بارز ينشط في مجال العملات الرقمية، وذلك في وضح النهار وفي قلب أحد أحياء المدينة المعروفة، في واقعة أعادت إلى الواجهة المخاوف من استهداف الجريمة المنظمة للفاعلين في قطاع "الكريبتو".

كاميرات المراقبة وثّقت لحظات صادمة تُظهر الضحية ملقاة على الأرض وزوجها يتشبث بها بقوة ويصرخ طلباً للمساعدة، بينما انقضّ عليها مجموعة من الملثمين نزلوا من سيارة كبيرة الحجم في محاولة لانتزاعها بالقوة.

اللافت أن المارة اكتفوا بالمشاهدة، بل إن أحدهم اكتفى بتوثيق المشهد بهاتفه دون تدخل، لولا شجاعة مهاجر مغربي يُدعى نبيل، صاحب متجر بالمنطقة، الذي هرع لمواجهة المعتدين حاملاً مطفأة حريق، وتمكن من إرباكهم ودفعهم إلى الفرار.

رجل الأعمال الفرنسي بيير نوازات، والد الضحية، عبّر عن امتنانه العميق للمغربي نبيل خلال تصريحاته لقناة فرنسية، قائلاً: "لن أنسى شجاعته، لقد أنقذ ابنتي في لحظة حرجة"، مؤكداً أن ابنته وزوجها صامدان رغم هول ما عاشاه.

صحيفة "لوباريزيان" نقلت عن نوازات تأكيده أنه لم يتلقَ أي تهديدات أو إشارات سابقة تُوحي باستهدافه، مشيراً إلى أن الحادثة تسلط الضوء على الخطر الذي يواجهه المستثمرون في العملات الرقمية.

وتأتي هذه الواقعة بعد تحذيرات سابقة من رجال أعمال في المجال، أبرزهم إريك لارشوفيك، الذي نبّه إلى ما وصفه بـ"مكسيكة فرنسا"، في إشارة إلى التهديد المتزايد الذي تمثله التنظيمات الإجرامية الشبيهة بكارتيلات أمريكا اللاتينية.