في خطوة وصفت بالأهم في تاريخه الحديث، تمكن نادي الزمالك المصري من إغلاق واحدة من أعقد وأكبر القضايا المالية التي واجهها، بعد سداد مبلغ 960 ألف يورو دفعة واحدة للنجم المغربي السابق خالد بوطيب، لتنتهي بذلك أزمة استمرت أربع سنوات تسببت في توقيع عقوبات قاسية على الفريق.

وأكد أحمد سالم، المتحدث الرسمي للنادي، في تصريحات صحافية، أن إدارة الزمالك قامت بسداد المبلغ المستحق بالكامل، تمهيداً للشروع في إجراءات رفع عقوبة منع القيد التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، في أعقاب تعثر النادي عن سداد المبلغ المتبقي من الغرامة.

وكانت القضية قد بدأت عام 2020 عقب فسخ الزمالك لعقد بوطيب من طرف واحد، وهو ما دفع اللاعب المغربي إلى اللجوء أولاً للفيفا ثم إلى المحكمة الرياضية الدولية، التي حكمت لصالحه بإلزام الزمالك بدفع 2.49 مليون يورو، وهو ما يعادل تقريباً 150 مليون جنيه مصري.

ورغم توصل الطرفين سابقاً إلى اتفاق على تقسيط الغرامة، وسداد الزمالك لأكثر من 1.5 مليون يورو، إلا أن تعثر الإدارة في الوفاء بالأقساط الأخيرة أعاد القضية إلى الواجهة، ما دفع "فيفا" إلى معاقبة الفريق بإيقاف القيد، وهو ما أجبر الزمالك على السداد الكامل خلال الساعات الماضية.

وتُعد هذه الغرامة الأكبر في تاريخ الزمالك ضمن قضاياه الدولية، وهو ما شكّل ضغطاً هائلاً على الإدارة، خاصة في ظل الصعوبات المالية التي عانى منها النادي في السنوات الأخيرة.

تجربة خالد بوطيب مع الزمالك لم تكن موفّقة، إذ لم يقدم المردود المنتظر بعد انتقاله من نادي هاتاي سبور التركي في يناير 2019، وتعرض لإصابات متكررة أبعدته عن التشكيلة، ما انتهى بإبعاده وفسخ عقده.

ويُرتقب أن تواجه إدارة الزمالك تحدياً جديداً خلال الفترة المقبلة، مع اقتراب موعد سداد غرامة أخرى كبيرة لصالح المدرب البرتغالي السابق جايمي باتشيكو، والتي تبلغ قيمتها نحو 880 ألف يورو.

لكن المؤشرات الإيجابية تؤكد أن النادي الأبيض، المنتعش مالياً مؤخراً، يسير بخطى واثقة نحو إغلاق ملفاته القضائية العالقة واستعادة استقراره الفني والإداري.