دعت صحيفة "26 سبتمبر"، الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية، إلى استثمار التطورات الدولية والإقليمية الأخيرة بشكل حاسم ومنهجي، مؤكدة أن هذه المتغيرات تشكل فرصة تاريخية لإنهاء سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة.

جاء ذلك في افتتاحيتها الأسبوعية تحت عنوان "لحظة فارقة"، حيث أكدت الصحيفة أن الأوضاع الإقليمية الجديدة، بما فيها الضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد أهداف مرتبطة بإيران، وتصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، تمثل نافذة مواتية لا ينبغي إضاعتها.

فرصة تاريخية لتحقيق النصر

اعتبرت الصحيفة أن هذه التحولات الجارية على الصعيدين الدولي والإقليمي تضع الشعب اليمني أمام لحظة مصيرية تتطلب تحركاً شاملاً ومدروساً.

وأشارت إلى أن أي تأخير أو تقاعس في الاستجابة لهذه الفرصة يصب مباشرة في صالح مليشيا الحوثي، التي تواصل جرائمها الوحشية بحق الشعب اليمني، بما في ذلك القتل، التشريد، النهب الممنهج للموارد الوطنية، وتزييف الوعي الجمعي من خلال الدعاية الطائفية.

وشددت الافتتاحية على أن استعادة الدولة اليمنية واستكمال انهيار المشروع الحوثي يتطلبان تضافر كافة الجهود الوطنية، سواء على المستوى العسكري أو السياسي أو الإعلامي.

وأكدت أن الوقت الحالي هو الأنسب للدفع نحو تحقيق الهدف المركزي المتمثل في تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء وميناء الحديدة الاستراتيجي.

توحيد الصف الوطني وجهوده

ركزت الافتتاحية أيضاً على أهمية توحيد القوات المسلحة اليمنية بكافة تشكيلاتها تحت قيادة مركزية واحدة، باعتبار ذلك الشرط الأساسي لضمان تنسيق الجهود وتحقيق النصر النهائي.

كما دعت إلى ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الوطني لمواجهة المشروع التوسعي الإيراني الذي تجسد في سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة من البلاد.

وأكدت الصحيفة أن وحدة الصف الوطني تمثل الركيزة الأساسية لتحقيق النصر وإنهاء الهيمنة الحوثية إلى الأبد.

وقالت: "وحدة الجهود الوطنية ليست خياراً بل ضرورة استراتيجية، لأن الانقسامات الداخلية هي السلاح الأقوى في يد الحوثيين لاستمرار سيطرتهم على الأرض".

خطورة التخاذل والتردد

في هذا السياق، حذرت الصحيفة من خطورة التراخي أو التردد في اتخاذ القرارات المصيرية، مشيرة إلى أن استمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المعاناة الوطنية وتعقيد المشهد أكثر فأكثر.

وأضافت: "الأجيال القادمة لن تغفر لأي طرف يفرّط في هذه اللحظة الفارقة التي قد تحدد مستقبل اليمن لعقود قادمة".

وشددت على أن الشعب اليمني يعيش حالياً في ظل لحظة حاسمة تتطلب من الجميع، دون استثناء، تحمل المسؤولية التاريخية الكاملة.

وأكدت أن اليمنيين أمام فرصة نادرة للخروج من دوامة العنف والفوضى التي فرضها المشروع الحوثي، وأن هذه الفرصة يجب أن تكون بوابة نحو استعادة الدولة وسيادة القانون.

رسالة إلى القوى السياسية والمجتمع الدولي

وفي رسالة واضحة إلى القوى السياسية اليمنية، دعت الصحيفة إلى تجاوز الخلافات الثانوية والتركيز على الهدف الوطني المركزي، وهو إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الشرعية.

كما وجهت نداءً إلى المجتمع الدولي والدول الإقليمية للوقوف إلى جانب الشعب اليمني في هذه المرحلة الحرجة، ودعم جهوده لتحقيق السلام المستدام على أساس المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216.

ختاماً، أكدت الصحيفة أن الشعب اليمني قادر على تحقيق النصر طالما توافرت الإرادة الوطنية والتخطيط الاستراتيجي الصحيح.

وأعادت التأكيد على أن هذه اللحظة الفارقة تتطلب الحزم والشجاعة لاتخاذ القرارات الصائبة التي تعيد للأمة كرامتها وسيادتها.

تبقى هذه الدعوة بمثابة رسالة قوية لكل الأطراف اليمنية والدولية بأن الوقت قد حان لتغيير موازين القوى في اليمن، وأن الحلول العسكرية والسياسية يجب أن تسير بالتوازي لتحقيق الهدف المشترك وهو استعادة الدولة اليمنية وحماية سيادة الوطن.