كشفت صحيفة "القبس" الكويتية عن تطور جديد في قضية التلاعب التي أثارت جدلاً واسعاً خلال السحوبات الأخيرة المرتبطة بمهرجان "ياهلا للتسوق"، حيث تم إلقاء القبض على امرأة من الجنسية المصرية للاشتباه بتورطها في هذه القضية.

وكانت المرأة تحاول الهروب إلى مصر عبر مطار الكويت الدولي، قبل أن يتم توقيفها من قبل السلطات الأمنية.

تفاصيل القضية والتحقيقات الأولية

وفقًا لمصادر أمنية نقلت عنها الصحيفة، فإن المتهمة قامت بتحويل ملكية إحدى السيارات التي فازت بها خلال السحوبات الأخيرة إلى اسم زوجها، الذي يحمل الجنسية المصرية أيضًا.

وأشار المصدر إلى أن الزوج كان قد سارع إلى توصيلها إلى مطار الكويت صباح اليوم نفسه، قبيل محاولتها الهرب إلى الخارج.

وأفادت التقارير بأن الشكوك بدأت تحوم حول المرأة بعدما تبين أنها لا تمتلك رخصة قيادة (ليسن)، وهو ما أثار تساؤلات حول كيفية استفادتها الشخصية من الجائزة.

كما تم إلقاء القبض على زوجها فجر اليوم الاثنين، حيث جرى اقتياده إلى الجهات المختصة للتحقيق معه بشأن شبهات تورطه في عمليات التلاعب التي طالت السحوبات الأخيرة.

كاميرات المراقبة تكشف المستور

القضية بدأت عندما رصدت كاميرا مراقبة أحد الموظفين العاملين في وزارة التجارة الكويتية وهو يقوم بإخراج كوبون الفائز من كُم ثوبه أثناء عملية السحب على سيارة "كاديلاك" ضمن برنامج تلفزيوني خاص بمهرجان "ياهلا للتسوق".

هذا المشهد أثار استغراب الحاضرين والمتابعين للمهرجان، ودفع السلطات إلى فتح تحقيق موسع لكشف ملابسات القضية.

وكانت هناك تساؤلات متزايدة حول نزاهة السحوبات، خاصة بعد أن أظهرت النتائج فوز أشخاص غير متوقعين أو ذوي صلات مشبوهة ببعض أفراد الطاقم الإداري المسؤول عن تنظيم المهرجان.

ردود الفعل الشعبية والرسمية

الواقعة أثارت موجة غضب عارمة بين المواطنين والمقيمين في الكويت، الذين طالبوا بضرورة التحقيق الشامل في القضية وإعادة النظر في آليات تنظيم السحوبات لضمان نزاهتها وشفافيتها.

واعتبر البعض أن مثل هذه الحوادث تعكس وجود ثغرات في نظام الرقابة والإشراف على الأنشطة الترويجية الكبرى.

من جانبها، أكدت وزارة التجارة الكويتية أنها لن تتهاون في التعامل مع أي مخالفات أو شبهات فساد، مشيرة إلى أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يثبت تورطه في هذه القضية، سواء كانوا موظفين حكوميين أو أطرافًا خارجية.

إحالة المتورطين إلى النيابة العامة

بعد القبض على المتهمة وزوجها، تم إحالتهما إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات. ومن المتوقع أن تشمل التحقيقات مراجعة شاملة لسجلات السحوبات السابقة والتحقق من هوية جميع الفائزين، بالإضافة إلى فحص أدلة الفيديو والوثائق التي تم جمعها من موقع الحادث.

دعوة إلى محاسبة المتورطين

في ظل هذه التطورات، دعت شخصيات عامة وناشطون إلى ضرورة محاسبة كل من ثبت تورطه في هذا الأمر، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث تسيء إلى سمعة الفعاليات الوطنية وتؤثر سلبًا على الثقة العامة في الأنشطة التجارية والترويجية.

وفي الوقت نفسه، طالب المواطنون بضرورة وضع ضوابط أكثر صرامة لتنظيم السحوبات المستقبلية، بما في ذلك استخدام تقنيات رقمية ومراقبة مستقلة لضمان نزاهة العملية وتعزيز الشفافية أمام الجمهور.

تمثل قضية التلاعب في سحوبات مهرجان "ياهلا للتسوق" نموذجًا واضحًا لما يمكن أن يحدث عند غياب الرقابة والتدقيق الدقيقين.

ومع استمرار التحقيقات، يبقى الرأي العام الكويتي في انتظار إعلان نتائج التحقيقات النهائية ومحاسبة المتورطين، بهدف استعادة الثقة في البرامج الترويجية الوطنية وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.