عاجل

العرب ضحايا للعالم القديم والجديد: من أفسد الآخر الأنظمة أم الشعوب؟ - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العرب ضحايا للعالم القديم والجديد: من أفسد الآخر الأنظمة أم الشعوب؟ - اخبارك الان, اليوم السبت 22 مارس 2025 03:54 مساءً

العرب ضحايا للعالم القديم والجديد: من أفسد الآخر الأنظمة أم الشعوب؟

نشر بوساطة فؤاد العجرودي في الشروق يوم 22 - 03 - 2025

2348212
تمثل الأوضاع المزرية والمخزية للأمة العربية انعكاسا لفحوى خطاب الرئيس قيس سعيد في قمة الرياض عندما حذر العرب من السقوط ضحايا للعالم الجديد مثلما كانوا في العالم القديم.
وأمام عجز الأمة العربية عن فعل أي شيء وسط هذا التصادم العنيف بين العالمين القديم والجديد يندفع السؤال مثل طلقة الرصاصة من أفسد الآخر الأنظمة أم الشعوب؟
ومثلما كانوا ضحايا للعالم القديم الذي دمّر الجغرافيا العربية وأحرق الشعوب بنار الإرهاب والفتنة وكل أشكال عدم الاستقرار يقف العرب مرة أخرى على هامش التاريخ مهدّدين بالانتقال من مستعمر قديم إلى مستعمر جديد وبالتالي التحول إلى ضحية للعالم الجديد الذي سيبلغ مداه بالعرب أو بدونهم.
بل إن الأمة العربية تبدو في غيبوبة كاملة عما يدور حولها من تحولات وما يتشكل من منعطفات تؤكد وجود تسابق محموم بين الأمم من سيأخذ النصيب الأكبر عندما يكتمل بناء العالم الجديد.
وفي الوقت الذي تكتفي فيه الدول العربية بالتنديد والشجب أمام المذبحة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة المحاصرة والصامدة معبّرين عن حالة عجز مرضية تتقاطع المستجدات بشكل سريع في سائر أنحاء العالم مؤكدة العزلة المتصاعدة للمعسكر الغربي ففي ظرف أيام قليلة قطعت «رواندا» علاقاتها مع بلجيكا وأعلنت دول الساحل الافريقي انسحابها من المنظمة الفرنكفونية وتجمع مئات من المثقفين والإعلاميين يمثلون أكثر من 40 دولة في كوبا بمناسبة منتدى «باتريا» فيما تمضي «مجموعة لاهاي» بقيادة جنوب افريقيا قدما في توثيق جرائم الحركة الصهيونية وسط غياب كامل للدول العربية.
وبالمحصّلة أصبحت مناهضة الأمبريالية أو ما يعرف بالماسونية العالمية لغة العصر والقاسم المشترك لأغلب الدول مبشّرة بالعالم الحرّ الحقيقي على أنقاض الانهيار الأخلاقي والسياسي والمالي للمعسكر الغربي الذي وقف عاجزا تماما أمام الدول الافريقية التي أذلّت القوى الاستعمارية الغربية بطرد جيوشها وسفرائها معبّرة عن التزامها القوي مع أحرار العالم.
وفي المقابل يبدو العالم القديم متكئا على الأنظمة العربية لتأجيل انهياره المدوّي الذي لن يتأخر كثيرا فعندما اشتد الحصار على الكيان الصهيوني تداعت له أنظمة التطبيع بالدعم المالي والاستخباراتي والإعلامي مفسدة مسارا كان سيؤول إلى انفجار الكيان من الداخل.
كما لم تدخر أنظمة التطبيع التي تريد أن تكون وصية على القرار العربي أي جهد لتبييض وتمويل حكم الإرهاب الذي اجتاح سوريا مشاركة بشكل معلن في التهديد الذي يوجهه التحالف صهيوأمريكي للعرب كافة إما التطبيع أو «حكم الجولاني» ويحاول محور التطبيع تبييض عجزه وانحطاطه بتعليق مصائبه على شماعة «إيران» رغم أن هذه الأخيرة قد تجاوزتم عقودا طويلة إلى الأمام باكتسابها لعناصر القوة والتأثير من خلال تفوّقها في التكنولوجيا العسكرية واستثمارها في حكم المؤسسات وهو ما يكسبها القدرة على تحسّس خطواتها والالتزام الثابت تجاه شركائها في بناء العالم الحرّ الجديد خلافا لأغلب الأنظمة العربية التي لاتزال غارقة في ثنائية الحكم العائلي والاقتصاد الريعي.
وبالنتيجة فإن تجديف العرب ضد التيار ليس خيارا وإنما انعكاس لضعف هيكلي أفرزه التهميش الذي ترزح تحته الشعوب إما بسبب الارهاب وهشاشة الأوضاع الأمنية والاقتصادية وما ينجر عنها من شعور بانسداد الأفق أو بسبب الخضوع لنظرية «مجتمع الاستهلاك» التي تفتك بإرادة الشعوب أكثر من أسلحة الدمار.
وفي خضم هذه الأوضاع المزرية فقدت كل المفاهيم معناها بما في ذلك «الفضيحة» أو وصمة العار التي تعبر عنها عدة مفارقات مثل المليون و200 ألف جندي مصري العاجزين عن ايصال شحنة دواء أو غذاء إلى إخوانهم في مدينة غزة الفلسطينية أو الأموال الطائلة التي تخصّصها أنظمة الخليج صباحا مساء لإسناد الإرهاب الصهيوأمريكي مثل الانخراط الاماراتي في تقتيل المدنيين في السودان بتسليح وتمويل عصابة «الدعم السريع» أو الدعم الخليجي لحكم الإرهاب في سوريا وأفغانستان.
وأمام هذه الصورة الكريهة والقاسية يبدو الشعب الفلسطيني الأبي وأشاوس اليمن السعيد الأمل الوحيد الذي يبقي شمعة العروبة مشتعلة لأنهم مستعدون لكل التضحيات في سبيل الدفاع عن الحق،.
وربما زاد وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» في فضح حالة الوهن والذل والعجز العربية من خلال التأكيد في تصريح أدلى به مؤخرا أن الجغرافيا الفلسطينية هي حدود 1948 وليس 4 جوان 1967 التي تلوكها أغلب الأنظمة العربية.
الأكيد أن من خلال شموخ فلسطين واليمن وتمسك تونس والجزائر بمبدأ عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني وثبات جيش السودان في الدفاع عن صرح الدولة الوطنية ستنبت عروبة أخرى بمنطق مختلف على أنقاض الانهيار الأخلاقي لمحور التطبيع الذي فرغ تماما من ماء الحياء لدرجة أنه عقد قمة عربية لتصفية القضية الفلسطينية.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق