رغم غياب الإحصاءات الرسمية الدقيقة، تشير التقديرات إلى أن الجالية اليمنية في الكويت تتألف من عشرات الآلاف، وتُعد من الجاليات التي لها تاريخ طويل في البلاد. يعود وجود اليمنيين في الكويت إلى عقود ماضية، حيث استقر كثير منهم للعمل أو للدراسة، بينما أسست بعض العائلات وجوداً دائماً في الدولة الخليجية. وتتنوع شرائح الجالية بين عمال، مهنيين، تجار، وطلاب جامعيين، في مشهد يعكس تداخل الجذور اليمنية بالمجتمع الكويتي.

قطاعات عمل متنوعة... وأحلام مؤجلة

يعمل العديد من أبناء الجالية في قطاعات مهنية مثل الكهرباء، السباكة، والبناء، بينما يدير آخرون متاجر صغيرة كالبقالات والمطاعم الشعبية. كما يلتحق بعض اليمنيين بوظائف في شركات خاصة، فيما يتلقى الطلاب تعليماً جامعياً في تخصصات متعددة. غير أن الأحلام البسيطة لهؤلاء قد تعرقلها معضلات تجديد الوثائق الرسمية، إذ يواجهون صعوبات جمة في تجديد جوازات السفر أو الإقامات، خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة في اليمن، مما يضاعف من التحديات القانونية التي تحاصرهم.

معاناة في نقل الكفالة وخدمات قنصلية تحت الضغط

نقل الكفالة وتعديل الوضع القانوني يمثلان كابوساً يؤرق كثيرين من أبناء الجالية اليمنية في الكويت. فالإجراءات المعقدة أحياناً، وتأخر إصدار الوثائق، يجعلان من الحصول على إقامة قانونية مهمة شاقة. وتتوالى الشكاوى بشأن الضغط الكبير الذي تواجهه القنصلية اليمنية في الكويت، حيث تزدحم المواعيد، وتتعطل المعاملات، ما يدفع البعض للمطالبة بتحسين الخدمات القنصلية وتوسيع نطاق الدعم.

روابط اجتماعية... ودعم إنساني متواصل

ورغم التحديات، لا تنفك الجالية اليمنية في الكويت عن تنظيم الفعاليات الاجتماعية والثقافية، خاصة في الأعياد وشهر رمضان، حيث تتجلى روح التعاون. وتشارك الجمعيات اليمنية في الكويت بتنظيم مبادرات خيرية لدعم المتضررين داخل اليمن وخارجه. وتلعب السفارة اليمنية في الكويت دوراً محورياً، إلا أنها تواجه صعوبات نتيجة كثافة الطلبات وقلة الموارد، مما يضع مسؤوليات إضافية على عاتق الجالية ذاتها في تقديم الدعم والمساندة.