نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حدث في مثل هذا اليوم: ”المذبحة الأرمنية” التي هزت التاريخ في 24 أبريل 1915 - اخبارك الان, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 04:37 مساءً
في مثل هذا اليوم، 24 إبريل، يتذكر الأرمن والعالم أجمع واحدة من أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ القرن العشرين، وهي "المذبحة الأرمنية" أو "المحرقة الأرمنية" التي ارتكبتها الدولة العثمانية في عام 1915. هذه المذبحة شكلت نقطة فاصلة في تاريخ الشعب الأرمني، حيث تعرضوا لعمليات إبادة منهجية على يد الإمبراطورية العثمانية.
بداية الأزمة: تحريض روسيا للأرمن
بدأت هذه الأزمة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، حيث كانت الإمبراطورية العثمانية تواجه مشاكل داخلية، وكان الأرمن جزءاً من هذا الصراع. فقد اتهمت الحكومة العثمانية روسيا بأنها قامت بتحريض الأرمن الروس المقيمين بالقرب من الحدود العثمانية الروسية، حيث قدّموا الدعم المالي والعسكري لهم. هذا التحريض أسفر عن تشكيل جماعات مسلحة حاولت اغتيال السلطان عام 1905.
عملية التهجير والمذابح:
في عام 1915، قررت الدولة العثمانية تهجير نحو 600 ألف أرمني بهدف تقليص الاتصال بينهم وبين الدعم الروسي. تم تنفيذ التهجير بطرق قاسية وغير إنسانية، حيث تعرض الأرمن إلى العديد من المحن، من بينها الهجمات المستمرة من السكان المحليين. ومن جراء هذه الإجراءات القاسية، لقي العديد منهم حتفهم بسبب الجوع، المرض، وظروف الطريق الصعبة، حيث يقدر عدد ضحايا هذه العملية بأكثر من مليون أرمني.
أرقام متفاوتة: مَن المسؤول؟
بالرغم من أن معظم المؤرخين يؤكدون أن عدد القتلى الأرمن قد تجاوز المليون شخص، إلا أن بعض المؤرخين الأتراك والحكومة التركية تشير إلى أن عدد الضحايا كان حوالي 300,000 فقط. في المقابل، تؤكد المصادر الأرمنية أن عدد القتلى كان أكثر من مليون ونصف، مع تضرر العديد من الطوائف الأخرى مثل السريان، والآشوريين، والكلدان، واليونان البنطيين.
إحياء الذكرى:
ما زال الأرمن يحيون ذكرى هذه المذبحة في 24 إبريل من كل عام، حيث تتخلل هذه المناسبة العديد من المسيرات والفعاليات في مختلف أنحاء العالم، تكريماً لضحايا هذه المجزرة، وللتأكيد على ضرورة الاعتراف بتلك الجريمة التاريخية. تظل هذه الذكرى محورية في ذاكرة الشعب الأرمني، والتي تُسمى أيضاً "المحرقة الأرمنية" أو "المذبحة الأرمنية" كدليل على المعاناة والاضطهاد الذي مر به الأرمن تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.
الهجرة والشتات:
بعد هذه المذبحة، هاجر العديد من الأرمن إلى بلدان مختلفة مثل سوريا، لبنان، مصر، والعراق، هروبًا من المذبحة. وقد استمرت الهجرة الأرمنية نتيجة لما تعرض له الشعب الأرمني من قتل وتهجير قسري.
المحاكمات والمساءلة:
في 13 نوفمبر 1919، وعقب دخول القوات البريطانية إلى إسطنبول، تم فتح ملف المسألة الأرمنية، حيث اعتقلت القوات البريطانية عدداً من القادة العثمانيين المتورطين في هذه المذبحة لمحاكمتهم. لكن الغالبية هربوا أو اختفوا، ولم يتم تنفيذ حكم الإعدام سوى بحق حاكم مدينة يوزغت الذي قاد عمليات الإبادة في تلك المدينة.
تظل "المذبحة الأرمنية" واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في تاريخ العالم، ولا يزال الأرمن والعالم يطالبون بالاعتراف بها. يُعتبر يوم 24 إبريل يوماً لتذكر الضحايا والحديث عن معاناتهم، وللتأكيد على أهمية تعلم التاريخ لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.
0 تعليق