أعلنت عائلة الباحث اليمني خالد الشرعبي، رئيس اتحاد الطلبة اليمنيين في باكستان، عن اختفائه في ظروف غامضة منذ مساء الثلاثاء الماضي، وذلك عقب خروجه من منزله في العاصمة الباكستانية إسلام أباد لشراء بعض المستلزمات الشخصية من منطقة قريبة.

وتعتبر هذه الحادثة مصدر قلق كبير للعائلة والجالية اليمنية في باكستان، حيث لم يُسمع عنه أي خبر منذ تلك اللحظة.

وأوضحت العائلة في بيانها أن الاتصال بخالد انقطع بشكل مفاجئ، ولم يعد يستجيب على هاتفه الجوال أو أي وسائل أخرى للتواصل، مما زاد من حالة القلق حول سلامته.

وأشارت إلى أن عمليات البحث عنه لا تزال مستمرة حتى الآن، وقد تم إبلاغ السفارة اليمنية في إسلام أباد فور وقوع الحادثة.

وأكدت العائلة أن السفارة تعاملت مع الأمر بجدية، حيث تواصلت مع الجهات الأمنية الباكستانية المختصة، لكن الجهود المبذولة لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج تذكر.

الشرعبي، الذي يُعد من الشخصيات الطلابية البارزة في المجتمع اليمني بباكستان، يُعرف بنشاطه الأكاديمي والإنساني، حيث يعمل باحثًا في مجال العلوم الاجتماعية إلى جانب دوره كرئيس لاتحاد الطلبة اليمنيين.

وتؤكد العائلة أنه شخص معروف بحسن الخلق والتزامه الكبير بمسؤولياته العلمية والاجتماعية، مما يجعل حادثة اختفائه أكثر غموضًا واستغرابًا.

في هذا السياق، دعت عائلة الشرعبي وزارتي الخارجية والتعليم العالي اليمنيتين، بالإضافة إلى السفارة اليمنية في إسلام أباد، إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية تجاه هذه القضية.

وطالبت الجهات المعنية بتكثيف جهودها والتنسيق الوثيق مع السلطات الباكستانية للكشف عن مصير ابنهم وضمان عودته سالمًا إلى أسرته وأحبائه.

كما أعربت عن أملها في أن يتم التعامل مع القضية بجدية وسرعة، مشيرة إلى أنها تخشى تعرضه لأي أذى أو خطورة.

من جانبها، أكدت السفارة اليمنية في باكستان أنها تتابع القضية بحرص شديد، وأنها قامت بالتواصل مع الجهات الأمنية المختصة في الحكومة الباكستانية لجمع المعلومات والتحريات اللازمة حول مكان تواجد الباحث الشرعبي.

ودعت السفارة أي شخص لديه معلومات ذات صلة بالقضية إلى التواصل معها فورًا، مؤكدة استعدادها لتوفير كل الدعم اللازم للعائلة في هذه الظروف الصعبة.

الحادثة أثارت استياءً واسعًا بين صفوف الجالية اليمنية في باكستان، حيث نظم عدد من الطلبة اليمنيين وقفات تضامنية أمام مقر السفارة اليمنية في إسلام أباد، مطالبين بتحرك عاجل لكشف ملابسات الاختفاء.

كما أطلق ناشطون حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي ، طالبوا من خلالها السلطات اليمنية والباكستانية بتقديم الدعم الكامل للعثور عليه.

وفي الوقت نفسه، دعا ناشطون حقوقيون ومنظمات مجتمع مدني إلى ضرورة تسليط الضوء على مثل هذه الحوادث التي تؤثر على حياة المواطنين اليمنيين المقيمين في الخارج، معتبرين أن هذه الحالات تتطلب تدخلًا دوليًا لضمان حماية حقوقهم وسلامتهم.

ولا تزال قضية اختفاء خالد الشرعبي غامضة حتى الآن، وسط آمال كبيرة بأن تتكلل الجهود المبذولة بالنجاح في العثور عليه وإعادته سالمًا إلى أسرته، وسط دعوات متزايدة بتكثيف التعاون بين الجهات الرسمية والأهلية لحل هذا اللغز الذي بات محط أنظار الكثيرين داخل اليمن وخارجه.