أحيا عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، فرج سالمين البحسني، الذكرى التاسعة لـ"نصر 24 أبريل المجيد"، الذي يُعدّ منعطفاً تاريخياً في مسيرة تحرير محافظة حضرموت من قبضة التنظيمات الإرهابية.

وفي كلمة له بهذه المناسبة الوطنية، ترحم البحسني على أرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن حضرموت وأهلها، مؤكداً أن هذا النصر العظيم لم يكن ليتحقق لولا صمود وتضحيات رجال مخلصين عملوا بجد وإخلاص لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع المحافظة.

ووصف البحسني معركة 24 أبريل بأنها "معركة نضال وإرادة"، مشدداً على أنها جاءت تتويجاً لجهود وطنية كبيرة وقيادة مسؤولة حرصت على تأمين حضرموت وتجنيبها ويلات الصراعات والنزاعات التي عانت منها مناطق أخرى في البلاد.

كما أكد أن هذا النصر الكبير أزال "شبح التطرف والإرهاب" عن المحافظة إلى الأبد، ليضع حداً لحقبة معاناة طويلة عاشتها حضرموت تحت سيطرة الجماعات المتطرفة.

تحذير من التحديات الجسيمة

في الوقت نفسه، لم يغفل البحسني الحديث عن التحديات الجسيمة التي لا تزال تواجه حضرموت، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد.

ودعا كافة الأطراف إلى تحمل المسؤولية الوطنية الكاملة للحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال السنوات التسع الماضية، والتي جعلت من حضرموت نموذجاً للأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال البحسني: "ما حققناه اليوم ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو مشروع حياة كامل يعكس إرادة الشعب الحضرمي في بناء مستقبل أفضل لأجياله القادمة".

وأشار إلى الفخر والاعتزاز الكبيرين اللذين يشعر بهما كل مواطن حضرمي نتيجة الجهود المبذولة لبناء "جيش قوي ومؤسسة أمنية راسخة"، واصفاً هذه الإنجازات بأنها "فخر لحضرموت وركيزة أساسية لأمن الوطن بأكمله".

إعلانات جديدة تعزز التنمية العسكرية

وفي سياق متصل، أعلن البحسني عن خطوات نوعية جديدة تهدف إلى تعزيز التنمية العسكرية والأمنية في المحافظة.

وكشف عن صدور القرار الجمهوري الخاص بإنشاء مستشفى عسكري في مدينة المكلا، والذي كان قد وُضع حجر أساسه منذ "فجر التحرير".

وأكد أن هذا المشروع يأتي كخطوة استراتيجية لتوفير خدمات صحية متطورة لمنتسبي الجيش والأمن وأفراد المجتمع المحلي.

كما أعلن عن صدور قرار جمهوري آخر بإنشاء معهد تدريب وتأهيل القادة في المكلا، وذلك بعد إنشاء مدرسة التدريب القتالي التي تحمل اسم "الفقيد علي سعيد الحيقي"، تخليداً لذكرى أحد أبرز رموز القوات المسلحة في حضرموت.

وأوضح البحسني أن هذه المشاريع تعكس السعي المستمر نحو تعزيز الكفاءة القتالية والتدريب العسكري المؤسسي، بما يساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار والتنمية.

تقدير للتحالف العربي

ثمّن البحسني الدعم الكبير الذي قدمه "الأشقاء في التحالف العربي"، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لتحقيق هذا النصر الخالد.

وقال إن هذا الدعم كان عاملاً حاسماً في تمكين القوات المحلية من استعادة السيطرة على حضرموت وتأمينها ضد التهديدات الإرهابية.

ختام الكلمة

اختتم البحسني كلمته بالترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن، ودعا الله أن يحفظ حضرموت وأهلها وأن يوفق الجميع لما فيه خير اليمن وشعبه.

وأكد أن محافظة حضرموت ستظل دائماً نموذجاً للصمود والتضحية، مشدداً على أهمية الوقوف صفاً واحداً لحماية مكتسبات "نصر أبريل العظيم" ومواصلة مسيرة البناء والتنمية.