اتهم وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، مليشيا الحوثي التابعة لإيران، بتكريس ما وصفه بـ"التحالف الإرهابي" مع تنظيمي القاعدة وداعش، وذلك بعد إطلاق دفعة جديدة من عناصر التنظيمات المتطرفة، بينهم قياديون بارزون في القاعدة.

وقال الإرياني في تصريحات صحفية اليوم السبت، رصدها "المشهد اليمني" إن المليشيا الحوثية أطلقت مؤخرًا عددًا من عناصر تنظيم القاعدة، من بينهم القياديان "أبو مصعب الرداعي" و"أبو محسن العولقي"، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل دليلًا إضافيًا على حالة التخادم والتنسيق الميداني بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، بغطاء إيراني مباشر.

وأضاف: "منذ انقلاب المليشيا الحوثية على السلطة الشرعية عام 2015، أقدمت على إطلاق المئات من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش من سجني الأمن السياسي والقومي بصنعاء، بينهم 20 عنصرًا في نوفمبر 2018، وستة آخرون في ديسمبر 2019، وثلاثة من أخطر المتورطين في اغتيال الدبلوماسي السعودي خالد العنزي في 2020، إلى جانب 43 عنصرًا من جنسيات مختلفة في أبريل من العام ذاته".

وأوضح الإرياني أن المليشيا أطلقت أيضًا في فبراير 2023 اثنين من عناصر التنظيم، هما "القعقاع البيحاني" و"موحد البيضاني"، ما يعكس نهجًا ممنهجًا لإعادة تمكين هذه الجماعات المتطرفة بعد أن تلقت ضربات أمنية مؤلمة من قبل الأجهزة الشرعية.

وأشار إلى أن الدعم الحوثي المتكرر للتنظيمات الإرهابية ساهم في إعادة بناء قدراتها وتحفيز انتشارها، مستغلين الفراغ الأمني لتهديد أمن اليمن والدول المجاورة، لا سيما في مناطق حضرموت وشبوة وأبين والبيضاء التي شهدت تواطؤًا حوثيًا مكشوفًا في تسهيل سيطرة القاعدة.

واعتبر وزير الإعلام أن هذا التحالف يضاعف من فرص استغلال الوضع الأمني لتوسيع النشاط الإرهابي الإقليمي، ويهيئ بيئة خصبة للعنف والعمليات العابرة للحدود، مع تصاعد التهديدات للسفن وناقلات النفط في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب.

وحذر الإرياني من أن "تجاهل هذا الخطر وعدم التعامل معه بجدية سيقود إلى تصاعد الإرهاب وزعزعة الأمن الإقليمي والدولي"، مشيرًا إلى الهجمات الحوثية المتكررة منذ عام ونصف على خطوط الملاحة الدولية كمثال على الفشل في استباق التهديدات.

وفي ختام تصريحاته، جدد الإرياني دعوته للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته "القانونية والأخلاقية"، مطالبًا بتصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية عالمية، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة، والعمل على تجفيف منابع تمويلها، وتعزيز قدرات الحكومة اليمنية في مواجهة الإرهاب واستعادة السيطرة على الأراضي اليمنية.