أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تأسيس مؤسسة أمريكية مستقلة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى ضمان توزيع المساعدات بعيدًا عن التدخلات السياسية والعسكرية. وتتمثل الخطة في إنشاء أربعة مراكز توزيع تتوقع أن تخدم ما يصل إلى مليون ومئتي ألف فلسطيني. وستكون المراكز تحت حماية شركات أمنية خاصة، بينما سيكلف الجيش الإسرائيلي بتأمين المناطق المحيطة بها.

استجابة سريعة للأزمة الإنسانية

رغم تقديمها على أنها استجابة سريعة للأزمة الإنسانية المتفاقمة، واجهت هذه الخطة انتقادات واسعة من منظمات الإغاثة والأطراف الدولية التي اعتبرت أن آلية توزيع المساعدات الجديدة قد تساهم في تسييس المساعدات وتقلل من مصداقية المبادئ الإنسانية الأساسية. في هذا السياق، أكد المسؤولون الأمريكيون أن الهدف هو تفادي وصول المساعدات إلى حركة حماس ومنع استخدامها في الأغراض العسكرية.

انتقادات لإسرائيل ودعم مشروط لنتنياهو

في إسرائيل، واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات حادة بسبب دعمه غير المشروط للخطة الأمريكية. صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من الحكومة الإسرائيلية، أشارت إلى أن هذا الدعم يثير تساؤلات حول استقلالية القرار الإسرائيلي. من جانب آخر، طالبت صحيفة "هآرتس" بإعادة النظر في السياسات الأمريكية في المنطقة، معتبرة أن التعامل مع الخطط الأمريكية كأمر واقع قد يضر بالمصالح الأمنية لإسرائيل.

انتقادات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف

فيما يتعلق بالحكومة الأمريكية، فقد وجه ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، انتقادات علنية إلى الحكومة الإسرائيلية، متهمًا إياها بتعطيل جهود وقف الحرب في غزة. وتطرق إلى رفض إسرائيل إنهاء النزاع رغم الضغوط المتزايدة لتحقيق السلام وإعادة الرهائن.

خطة المساعدات في مواجهة المجاعة

في ذات السياق، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أشار إلى وفاة العديد من كبار السن نتيجة الجوع وسوء التغذية. وأكدت تقارير الأمم المتحدة أن غزة تواجه خطرًا حقيقيًا من المجاعة، مع وجود نسبة 22% من السكان مهددين بتدهور أوضاعهم الغذائية إلى مستوى كارثي.

أزمة غذائية حادة في قطاع غزة

وقد أظهرت البيانات أن نحو 2.1 مليون شخص في القطاع سيعانون من "أزمة غذائية" حادة بحلول سبتمبر المقبل. وتؤكد التقارير أن الوضع في غزة أصبح "حرجًا"، مع نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية، مما يشير إلى احتمالية وقوع كارثة إنسانية على المدى القريب إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

ردود فعل حماس والتحذيرات من عسكرة المساعدات

في حين اعتبرت حماس خطة المساعدات الأمريكية بمثابة "عسكرة" للمساعدات الإنسانية، رافضة هذه المبادرة على اعتبار أنها تمثل انتهاكًا لحقوق المدنيين. ووصفت الحركة الخطوة بأنها تهدف إلى تقوية قبضة إسرائيل على القطاع من خلال تقييد حركة حماس. وتطالب حماس بإجراءات توفر أمانًا كاملًا للمدنيين وتضمن عدم تسييس المساعدات في إطار جهود التفاوض.

من المتوقع أن تستمر المفاوضات الدولية بشأن آلية المساعدات، وسط تحذيرات من أن تدهور الوضع الإنساني في غزة قد يعمق الأزمة ويزيد من تعقيد المفاوضات السياسية في المنطقة.