نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فهيد آل دمنان.. نجومية تحصد «النخلة الذهبية» - اخبارك الان, اليوم السبت 10 مايو 2025 03:41 مساءً
⸻
بداية القصة: خطأ في غرفة الولادة
في عام 2003، شهد مستشفى الملك خالد في نجران حادثة لا تُنسى. طفلان حديثا الولادة- أحدهما سعودي يُدعى يعقوب، والآخر تركي يُدعى علي- تم تبادلهما عن طريق الخطأ في قسم الولادة، لينشأ كل طفل في حضن عائلة ليست أسرته البيولوجية.
لم يشك أحد في الأمر طوال السنوات السبع. لكن، مع مرور الوقت، بدأت الأسرة التركية تلاحظ اختلاف ملامح الطفل يعقوب عن بقية أفراد العائلة. دفعهم ذلك إلى إجراء فحص للحمض النووي، الذي كانت نتيجته صادمة: الطفل الذي ربوه ليس ابنهم.
⸻
عودة إلى الحقيقة: سنوات من المحبة
أُثيرت القضية على نطاق واسع في وسائل الإعلام، وتدخلت الجهات الرسمية لتقصي الحقائق. وبعد سلسلة من الفحوصات، تم التأكد من تبادل الطفلين. كانت لحظة إعادة كل طفل إلى أسرته البيولوجية مؤلمة ومليئة بالتوتر النفسي، إذ نشأ كل منهما متعلقًا بأشخاص يعتبرهم أهله، لكنه مجبر على التكيف مع واقع جديد تمامًا.
القصّة أثارت جدلًا اجتماعيًا وإنسانيًا، وتسببت في موجة من الأسى والتساؤل حول الثغرات الطبية والإجراءات في المستشفيات، لكنها أيضًا سلطت الضوء على عمق الروابط الإنسانية التي تتجاوز النَسَب.
⸻
«سوار»: فيلم مستوحى من الحكاية
بعد أكثر من 20 عامًا على الحادثة، جاء فيلم «سوار»؛ ليوثق هذه القصة بطابع درامي واقعي، مؤلم وصادق. تولى فهيد اليامي بطولة الفيلم، مجسدًا شخصية «يعقوب»، الطفل الذي كبر في أسرة غير أسرته، قبل أن يُعاد قسرًا إلى بيته الأصلي.
الفيلم لم يكن مجرد توثيق سردي للحادثة، بل غاص في أعماق الشخصيات، وركّز على مشاعر الطفلين الممزقة، ومعاناة الأمهات، وصراع الآباء بين القانون والعاطفة. العنوان «سوار» يشير إلى سوار التعريف الذي يُوضع في معصم المواليد في المستشفيات، الذي كان من المفترض أن يحميهم من الخطأ، لكنه هذه المرة كان نقطة البداية للمأساة.
⸻
أداء آل دمنان: تجسيد الصراع الداخلي
تميز أداء فهيد آل دمنان بعمق إنساني استثنائي. لعب شخصية «يعقوب» في مرحلته العمرية اللاحقة، إذ يظهر الفتى الممزق بين عائلتين، فاقدًا الثقة بكل ما حوله. لم يكن الدور سهلًا؛ فهو يتطلب قدرًا هائلًا من التعبير الصامت والانفعالات الداخلية، وهذا ما برع فيه اليامي، وأقنع لجنة تحكيم مهرجان الأفلام السعودية ليمنحوه جائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل.
النجاح النقدي والجماهيري الذي حققه الفيلم وضعه في صدارة الأعمال السعودية لهذا العام، ورسّخ حضور فهيد في الساحة السينمائية ممثلًا قادراً على قيادة أعمال درامية معقدة.
⸻
ردود الفعل: الدهشة والتعاطف
لاقى الفيلم صدى كبيرًا في الأوساط الثقافية والاجتماعية، وانهالت التعليقات التي عبّرت عن مدى تأثر الجمهور بالقصة. العديد من النقاد اعتبروا «سوار» عملًا فنيًا رائدًا، يجمع بين الإبداع والإثارة، ويعكس قدرة السينما السعودية على طرح قضايا واقعية بجرأة وصدق.
كما دفع العمل إلى نقاش عام حول الإجراءات الطبية في المستشفيات، وحول الدعم النفسي للأطفال الذين يمرون بمثل هذه الأزمات، وهو ما عُدّ أحد إنجازات الفيلم خارج إطار الفن.
⸻
قصص الناس إلى الشاشة
من خلال «سوار»، لم يقدّم فهيد مجرد أداء تمثيلي ناجح، بل حمل رسالة إنسانية مؤثرة، وجعل من الفن أداة للوعي والطرح المجتمعي. وبين نجاحه في الفيلم وتتويجه بجائزة النخلة الذهبية، يثبت آل دمنان أن مستقبل السينما السعودية مليء بالأمل، وأن قصص الناس، حين تُروى بصدق، تجد طريقها إلى قلوب الجميع.
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :