شهدت بلدة بونر سبرينغز، في ولاية كانساس الأمريكية، ظاهرة جوية غريبة أثارت دهشة سكانها، حيث رُصدت حلقة سوداء ضخمة معلقة في السماء تحيط بها دوامة دخان متحرك، لتثير موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي.

وأثناء قيادة فرانكي كامرين، أحد سكان بلدة بونر سبرينغز، دراجته النارية، رصد حلقة سوداء ضخمة معلقة في السماء، وتوقف كامرين على الفور ليوثّق الظاهرة بكاميرته، وأظهرت اللقطات حلقة دائرية شديدة السواد تحيط بها دوامة دخان متحرك، مع ما يبدو أنها مادة سوداء تتساقط من مركزها، ووصف كامرين، الذي يقترب عمره من الـ50 عاماً، اللحظة بأنها «غريبة وغير مألوفة»، مؤكداً أنه لم يرَ شيئاً مماثلاً من قبل.

الظاهرة التي استمرت لبضع دقائق قبل أن تتلاشى تدريجياً، أثارت موجة من التكهنات بين السكان المحليين وعلى الإنترنت، فقال البعض إنها قد تكون مرتبطة بظواهر خارقة أو تجارب عسكرية سرية، ومع ذلك، قدم مركز «فوكس فوركاست» للأرصاد الجوية تفسيراً علمياً للحدث، وفقاً لخبراء الأرصاد، فإن الحلقة السوداء هي نتيجة انفجار صغير أو تفريغ مفاجئ للدخان، ربما من مصدر صناعي أو حريق محلي، هذا الانفجار تسبب في تصاعد سريع للهواء الساخن، ما خلق دوامة هوائية حبست الدخان في شكل حلقة دائرية، مشابهة في تكوينها لسحابة الفطر الناتجة عن الانفجارات الكبيرة.

ووصف علماء الأرصاد في الولايات المتحدة الظاهرة، بأنها معروفة باسم «حلقة الدخان» وأنها ظاهرة نادرة ولكنها ليست غير مألوفة، وقد شوهدت من قبل في أماكن أخرى، مثل مدينة سياتل في مارس 2025.

وتقع مدينة بونر سبرينغز في مقاطعات وياندوت، جونسون، وليفينوورث بولاية كانساس، ويبلغ عدد سكانها نحو 7837 نسمة وفقاً لإحصاء 2020، وتشتهر المدينة بمعالمها السياحية مثل مركز الأزورا أمفيثياتر ومتحف مقاطعة وياندوت التاريخي، إضافة إلى مهرجان كانساس سيتي السنوي للنهضة، وتاريخياً، كانت المنطقة نقطة توقف للمستكشف الإسباني فرانسيسكو فاسكيز دي كورونادو خلال شتاء 1541-1542، ما يضيف طابعاً تاريخياً لها.

ومن الناحية الجغرافية، تقع المدينة ضمن منطقة كانساس سيتي الحضرية، ما يجعلها جزءاً من بيئة حضرية وصناعية قد تسهم في ظواهر جوية مثل حلقات الدخان بسبب الأنشطة الصناعية المحيطة.

حلقات الدخان ليست ظاهرة جديدة تماماً، فقد سُجلت حالات مشابهة في أماكن مختلفة حول العالم، غالباً بالقرب من المناطق الصناعية أو أثناء اختبارات المتفجرات.