زيارة ماكرون.. وميزان القوة من القاهرة لواشنطن - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيارة ماكرون.. وميزان القوة من القاهرة لواشنطن - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 10:24 صباحاً

كل مشهد من مشاهد جولة وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، ومنها إلى رفح المصرية، يحمل جملة من الرسائل تبدأها بعلامة كاملة للدبلوماسية المصرية تصل بها إلى مدى تستطيع معه هندسة المشهد الخارجي المصري برقم صحيح في المعادلة الدولية، ونتائج جهود كبرى تجني ثمارها على مدار 10 أعوام مرت من العمل وسط خريطة دولية وإقليمية مشتعلة.

زيارة ماكرون للقاهرة، بما فيها القمة الثلاثية بين الرئيس السيسي وملك الأردن والرئيس ماكرون، هي حلقة من حلقات النضج الدبلوماسي والسياسي التي وصلت إليه المؤسسات والأجهزة المصرية.

 

المهم أن الجميع يعي أنه لا أحد يستهين الآن بزيارة "ماكرون" لمصر في هذا التوقيت، فالزيارة ورائها جملة رسائل وليست مجرد بروتوكول أو صورة على السجادة الحمراء.

 

طائرات الرافال الفرنسية التي صاحبت ماكرون وأكدت قوة التسليح المصري والنظرة الأكثر بعدا للعسكرية المصرية وما أفرزته الصفقة، التي طالما هاجمتها أجندات الخارج وصولا إلى التشكيك كون الطائرات سليمة وقادرة على القتال من عدمه، كجزء من حرب الشائعات الكبرى والتشكيك في مصادر الإنفاق المصرية.

 

جولة الحسين التي عاشها ماكرون لم تكن حدثا اعتباريا أو عاديا، فرئيس فرنسا يتجول في أزحم شوارع القاهرة، هذا حدث يجذب الإعلام الإقليمي والدولي بكل اللغات، ومعه رسالة ضمنية بأن مصر آمنة، وأن الرئيس السيسي يحظى بشعبية كبيرة في بلده بشكل عام، وفي ضوء موقفه الأخير من التهجير والتصعيد في المنطقة بشكل خاص. 

 

ومن الواضح من توقيت الزيارة، أن مصر تعي بوضوح التناقضات النسبية الحالية بين السياسة الأمريكية والسياسة الأوروبية، ومدركة أن أوروبا لم تصل إلى مرحلة العداء مع إدارة ترامب، مثلما لم نصل نحن إلى مرحلة العداء رغم الاختلافات الواضحة، وتلك النقطة التي نقف أمامها الآن هي مساحة لممارسة الضغوط السياسية، ضغوط بالتصريحات والدبلوماسية وأيضا بالصورة والمشهد دون صراع.

 

على مستوى التصريحات السياسية، فماكرون كرئيس لواحدة من أهم الدولة الأوروبية، يعلن بشكل واضح من القاهرة رفضه للتهجير، وتناقش مع الطرفين الرئيسيين "الرئيس السيسي وملك الأردن" سبل دعم الخطة العربية، ما يتضح أن هذا ليس موقفا فرنسيا حصريا إنما موقف أوروبي أيضا.

القمة الثلاثية بين السيسي وماكرون وملك الأردن أكدت الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكونا بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكَّنة»، مطالبين بعودة «فورية» لوقف إطلاق النار «لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فوري وكامل ورفض أي تحركات من شأنها الدفع إلى التهجير القسري».

الملحمة الشعبية في كل محافظة والحشود التي اصطفت بالميادين وتحركت إلى رفح المصرية تزامنا مع زيارة الرئيسين السيسي وماكرون رفضا للتهجير، تؤكد كلها الرسالة الأبرز رفضا للتهجير ودعما للقضية الفلسطينية والرفض التام لأى تهديدات تمس أمن وحقوق الشعب المصرى وسلامة أراضيه.

تلك التحركات المتسارعة أعادت تشكيل ميزان القوة عند النظر إلى خريطة المنطقة وما تترتب عليها من تحركات مستقبلا، وقد تقود لهدنة قريبة مع رغبة الرئيس الأمريكي ترامب في أن يزور المنطقة الشهر المقبل في ظل ظروف تهدئة أفضل.

 

زيارة نتنياهو للبيت الأبيض جاءت بشكل عاجل وصاحبها شد وجذب في مشاهد الاستقبال وتغيير الأجندة بأوقات عديدة، والدخول في مناقشات بشأن ملفين كلاهما صراع وجود، الأول تصعيده في غزة الذي ترفضه أطراف عديدة ويسبب ضغطا على البيت الأبيض بشأن تبني ترامب موقف وعود إنهاء الحرب، والثاني ملف إيران، بما يدفع بأن هناك إمكانية كبيرة لأن نرى حلاً بشأن العودة لوقف إطلاق النار.

 

التحركات المكثفة التي عادت بشأن اتفاق الهدنة قد تكون حاسمة وتقرب خطوة نحو انفراجة يأملها الجميع، والموقف الأمريكي لو تحول لصالح تلك التهدئة فإننا قد نراها قريبة في زيارة ويتكوف والتحركات المصرية المتواصلة بالمنطقة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق