في خضم تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة وتزايد الدعوات الشعبية والدينية لنصرة الفلسطينيين، دخلت دار الإفتاء المصرية على خط الجدل بإصدار بيان حذر من الانسياق وراء دعوات "الجهاد المسلح الشامل"، معتبرة إياها "مغامرات غير محسوبة" قد تؤدي إلى الفوضى وتضر بالمجتمعات الإسلامية.

الجهاد بيد الدولة لا الأفراد

ردًّا على فتوى أصدرها "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بوجوب الجهاد على جميع المسلمين وتدخل الدول الإسلامية عسكريًا ضد إسرائيل، أكدت دار الإفتاء أن الجهاد في الشريعة الإسلامية "مفهوم منضبط" لا يُعلن إلا من قبل الدولة الشرعية، رافضة ما وصفته بـ"التحريض على تجاوز مؤسسات الدولة والخروج على سلطاتها السياسية".

وأضاف البيان أن مثل هذه الدعوات "لا تراعي واقع الأمة الإسلامية وقدراتها السياسية والعسكرية"، محذرًا من تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار الداخلي للدول الإسلامية.

دعم غزة… بوسائل مدروسة

مع تأكيدها على أن نصرة الفلسطينيين واجب إنساني وشرعي، شددت دار الإفتاء على أن الدعم يجب أن يُقدَّم بما يخدم المصلحة الفلسطينية الحقيقية، لا عبر "عاطفة جامحة" تؤدي إلى مزيد من الدمار والتهجير، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية "تقوم على الموازنة بين المصالح والمفاسد".

ودعت إلى تحكيم "العقل والبصيرة" في التعامل مع الأحداث، وتوجيه الجهود نحو إنهاء التصعيد ووقف العدوان الإسرائيلي، بدلًا من "إثارة العواطف" التي قد تؤدي إلى قرارات متسرعة.

رفض للفوضى وتحذير من "الإفساد في الأرض"

وانتقدت دار الإفتاء بشدة ما اعتبرته تحريضًا على الخروج عن الدولة، مؤكدة أن تلك الدعوات تُعتبر "دعوة للفوضى والإفساد في الأرض"، وتتناقض مع التعاليم الإسلامية التي تركز على النظام والوحدة والاستقرار، داعية من يطلقون هذه الفتاوى إلى "تقديم أنفسهم في الصفوف الأولى إن كانوا صادقين".

الجدل يتصاعد… والانقسام واضح

بيان دار الإفتاء يأتي في ظل انقسام ديني وسياسي واسع في العالم الإسلامي. فبينما لقيت فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ترحيبًا من بعض الجماعات الإسلامية والتيارات الشعبية، رفضتها جهات دينية رسمية في دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية، معتبرة أن مثل هذه الطروحات قد تُستغل لتأجيج الصراعات الداخلية في دول المنطقة.

ويُتوقع أن يستمر هذا الجدل، مع احتدام المواجهة في غزة وتزايد الضغوط على الأنظمة والمؤسسات الدينية لتحديد موقفها من شكل الدعم المطلوب للفلسطينيين.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك