لكل من يتساءل الجيش العربي وين؟ إنه على كل شبر من أرض فلسطين - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

لا يوجد أحد في هذا العالم مسرور أو راض مما يحدث في غزة،بل على العكس من ذلك فكل منّا يعد نفسه مقصرا بحق أهلنّا في غزة،ويكتسيه الخجل من الضعف والهوان الذي تعيشه الأمة جراء ما تحدثة آلة الحرب والبطش الإسرائيلية دون القدرة على صدها . إن ما يحدث في غزة اليوم من قتل وتدميرعارعلى المجتمع الدولي والعربي قبل الإسلامي.ولايوجد شك لوللحظة أن اليهود لايقاتلون بمفردهم،بل يقاتلون بنفس أمريكي ودعم أمريكي واضحين.وأعرف جيدا أن الاستنكارات العربية عما يجري في غزة وفلسطين وحدها لا تكفي وهي حجة الضعفاء.لكن الأمرمعقد،والمؤامرة الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينة واضحة والعجز الدولي أوضح . فما هو الحل،وهل الحل أردنيا فقط كما رددت بعض الحناجربهتافاتها المسمومة قرب السفارة الأمريكية يوم الجمعة الماضية : الجيش العربي وين؟ لايمكن للحل أن يكون أردنيا فقط ،أومن خلال الأردن بمفرده،ولا بأية حالة من الأحوال.ومن يعتقد أن الحل من خلال تدخل الأردن عسكريا فهو قاصرفي تفكيره وواهم،ولا يقرأ التاريخ ولا يفهم الجغرافيا أوأنه غاو فقط، وربما لا يبغي للأردن أو لفلسطين خيرا،إما حقدا أوجهلا،أوأنه أراد بذلك ليقال عنهم فقط أنهم عملّوا ما عليّهم والسلام .

تعد الأردن رئة فلسطين التي تتنفس من خلالها فلسطين . فهل الحل بالعبث بتلك الرئة وشل قدرتها على الحركة والجلوس على أطلالها ؟ طبعا : لا . الحل الأردني وحده بتدخل أردني،هو انتحار سياسي وعسكري لكل من يعيش في الأردن مساندا ومؤازرا ومدافعا سواء كان من شرقي النهرأو من غربي ،أو ممن كان هواه وانتمائه السياسي يساري أم يميني أم إسلامي أوغيرذلك. أنه انتحارللشعب قبل المؤسسات وغيره ،أنه تقديم قربان لإسرائيل لابتلاعه بأبخس الأثمان.لأن فتح الحدود وأعلان الحرب ليس لعبة او مجازفة أو عواطف جياشة أوكلمة هوائية يطلقها مما هب ودب،مهما كان ومن كان .فهذه الكلمة والقرارات الخطيرة لا تتخذ بمظاهرة أومسيرة أو ندوة،أونزهة،بل هذا القرارهو قراردولة ،ويحمل في طياته كثيرمن المحاذيرالسياسية والعسكرية والدولية،والشواهد التي حصلت في حرب 1967 أكبر مثال على ذلك عندما دخل العرب الحرب دون أستعداد كاف،فكانت النتيجة ضياع الجولان والقدس والضفة الغربية وسيناء رغم هديرعبد الناصروبطولاته الجوفاء ووعوده التي أضاعت العرب جميعا.

إن للأردن دوره في المنطقة والإقليم ،وهو دور مشرف ويفوق حجمه، ويعي ذلك بكل حرص ويعمل ضمن قدراته وطاقاته من خلال قيادته ومؤسساته المختلفة خدمة لفلسطين وأهلها وقضيتها،وليس بحاجه لمن يملي عليه ماذا يعمل.وهو فوق كل ذلك دولة مؤسسات ولا يعمل على نظام الفزعة الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .وفي الأردن نظام هاشمي أخذ على عاتقه منذ تأسيسه بُعدا عروبيا وقوميا دل على ذلك تاريخه،وهو فوق كل المزايدات بدليل صموده رغم كل المحن التي حلّت به حتى من أهل القربى.

سأدلل على كلامي بمثال من حرب 1948 استقيته من مذكرات كلوب باشا،يدل دلالة واضحة على أن العرب بعامة غوغائيين،ولا يوجد لديهم حسابات،ولا يعرفون معنى موازين القوى.ولا يعرفون لغة الأرقام،ولهذا تجد من يقول الجيش العربي وين ؟ وكأن الجيش جاهزعلى كبسة زرلأوامرفلان أوحزب فلان وأحلام فلان وفلان . مختصررواية كلوب التي تدل على عاطفة العرب دون حسابات،وتفصيلها كما يقول : أنه قبل موعد إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين بيومين وتحديدا في الثالث عشر من شهرأيار سنة 1948،وصل عبدالرحمن عزام باشا الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى عمان،وقد أنبأنا بأن جامعة الدول العربية قررت أن تقاتل،وأن الجيش المصري سوف يغزو فلسطين . يقول كلوب ’’ سأل عبد الرحمن عن عدد القوات المتوفرة لدينا،فأنبأته بأن لدينا ما عدا قوات الشرطة حوالي أربعة آلاف وخمسمائة نفرما بين ضابط وجندي . وقد علق على ذلك قائلا ( كنت أعتقد بأن لديكم أكثر من هذا العدد بكثير !!). ( بهذه العقليات تفكر الحكومات العربية ) أمين جامعة الدول العربية لا يعرف أي شيء دقيق عن جيوش الدول العربية في ذلك الوقت . ’’ ’’ ثم سألني عزام باشا عن عدد اليهود فأجبته اقول ( ربما ستين ألف نفر،ولكن من مستويات مختلفة ). ولقد أصابته الدهشة لدى سماعه ذلك فقال ( لم أكن أعرف بأن اليهود لديهم مثل هذا العدد الكبير !!). ’’ يقول كلوب " لقد تأثرت كثيرا بالحقيقة الواقعة وهي أن الجامعة العربية قررت أن تخوض القتال حتى دون أن تسأل عن عدد الرجال لديها أوعن العدد الذي يؤلفه رجال العدو !.".

المغزى من هذه القصة أن الحكومات العربية وتحديدا جامعة الدول العربية وربما دولة بعينها كانت مقرا للجامعة،لا تعرف عن عدد مقاتلي العدو،وقالوا أنهم سيحررون فلسطين،دون أن يعرفوا معنى الحرب ولم يستعدوا لها،فكيف بشعارات مسمومة وهوجاء يطلقها شبان متحمسون للدفاع عن فلسطين في الهواء،لكنها للأسف تحمل في باطنها نوعا من التشكيل بإرادة جيشنا العربي وجهوزيته وقدراته،وربما أنهم جندوا أنفسهم أوصياء عليه،وربما يلمحون إلى تقصيره،دون أن يفقهون شيئا بالعلم العسكري وقراراته واستراتيجياته،ودون أن يدرسوا تاريخ الجيش العربي وبطولاته وانتصاراته على أرض فلسطين الحبيبة.ودون أن يسمعوا بالقائد عبدالله التل بطل معركة القدس ومقدم المدفعية محمد المعايطة أو تناسوا ذلك حقدا وبُغضا أو جهلا .ولهذا أقول لكم أيها الشبان فلتعلموا، أن الجيش العربي لم يقصريوما في الدفاع عن فلسطين، فهو موجود وحاضرفوق كل شبرمن أرضها. وأقول لمن هتف الجيش العربي،وين ؟ لقد كان الجيش حاضرا في قرية ومدينة فلسطينية،لقد كان حاضرا في بدو،وديرطريف،وبيت نبالا،وقرية الجيب،وخراب اللحم،وبيت عنان،والرادا،وحي الشيخ جراح،ووادي الجوز،وباب العمود، والقدس القديمة وباب الواد،والحي اليهودي بالقدس ،والمصرارة ،وعمارة النوتردام بالقدس،والنبي صمؤئيل،شعفاط، قلنديا،واللطرون،ورام الله،ودير شرف،وعنبتا،والسموع،ووادي التفاح في نابلس،حتى في اللد والرملة كان حاضرا ،فكان يحرسها الرئيس أديب القاسم بسريته هناك،وغيرها وغيرها من مدن فلسطين. آلا تذكرون يا من تهتفون أين الجيش العربي ! كم سالت دماء الأردنيين الزكية على ثرى أرض فلسطين،وكم من الشهداء حصدت قرى الأردن وبواديه ومدنه،والتاريخ يشهد وأهل فلسطين يشهدون. فيكفي عبثا -أيها المتشدقون - بأمن الأردن الوطني واستقراره ودوره الدبلوماسي والأنساني دفاعا عن فلسطين وغزة .فأنتم ونحن كلنا فداء لغزة وأهلها،لا نقل وطنية منّكم على غزة وأهلها ومستقبلها،بل نزيد،ولا نقل عنكم حبّا وحزنا على غزة وأهلها، ولكن أمرغزة أكبرمن أن تقوم بحلّه وتحمّله دولة كالأردن وحدها،فهي بحاجة لتظافركل الجهود وكل الطاقات عربيا وإسلاميا ودوليا لرفع الحصارعنها أولا،وإنقاذها بمشيئة الله وتحريرها وفلسطين كاملة من هذا الكيان الصهيوني الغاشم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق