الفنان توفيق المأخذي يوثق لحظات رعب في صنعاء وسط غارات أمريكية عنيفة تستهدف العاصمة اليمنية

في مشهد يجمع بين الواقع المرير والفوضى الناجمة عن الحرب المستمرة، وثق الفنان اليمني توفيق المأخذي عبر فيديو مصور لحظات القصف العنيف الذي استهدف شارع القيادة في قلب العاصمة اليمنية صنعاء، أثناء الغارات الأمريكية التي هزت المدينة فجر اليوم الجمعة.

المشاهد المتداولة تظهر حالة من التوتر والخوف على وجوه السكان، بينما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء المدينة، مع استمرار تحليق الطائرات الحربية.

غارات جوية عنيفة تهز صنعاء

وكانت العاصمة اليمنية صنعاء، شهدت فجر اليوم الجمعة، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بعد شن الطائرات الأمريكية غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع متعددة خاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين.

وقد رافق هذه الهجمات حالة من الذعر والهلع بين السكان المدنيين، مع تقارير أولية تشير إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل والمحلات التجارية، إضافة إلى إصابات بين المدنيين نتيجة شظايا القصف.

القصف يستهدف شارع القيادة والمناطق المجاورة

أفادت مصادر محلية بأن الغارات الأمريكية استهدفت بشكل مباشر مبنى القيادة العامة للجيش (سابقًا) في منطقة التحرير وسط صنعاء، وهو موقع استراتيجي يخضع لسيطرة الحوثيين.

وأشارت المصادر إلى أن القصف تسبب في تحطم نوافذ المنازل والمحلات التجارية القريبة، مما أسفر عن أضرار جسيمة في الممتلكات الخاصة والعامة.

ومن بين المناطق الأكثر تضررًا كانت الأحياء السكنية المحيطة بمبنى "تيليمن"، حيث سُمعت أصوات انفجارات قوية هزّت المنطقة وأثارت هلع السكان.

استهداف مطار صنعاء ومعسكرات عسكرية

لم تتوقف الغارات عند هذا الحد، بل واصلت الطائرات الأمريكية استهداف مواقع أخرى داخل العاصمة وخارجها. فقد استهدفت بغارتين مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية شمال المدينة، اللذين يعتبران من أهم المنشآت العسكرية والاقتصادية في البلاد.

كما طالت الضربات الجوية معسكر السواد جنوب العاصمة، ومعسكرًا للحوثيين في جبل نقم، بالإضافة إلى معسكر الصيانة والفرقة الأولى مدرع (سابقًا).

وفي خطوة تصعيدية أخرى، استهدفت الغارات مبنى الأمن القومي في منطقة صرف، ومبنى قريبًا من سجن الأمن والمخابرات في وسط العاصمة، ما أثار مخاوف بشأن سلامة السجناء والموظفين العاملين في تلك المواقع.

سلسلة انفجارات في مديرية سنحان

في وقت متأخر من مساء الخميس، شنت الطائرات الأمريكية أربع غارات على مخازن أسلحة في منطقة جربان بمديرية سنحان جنوبي صنعاء. وقد أدت الغارات إلى سلسلة انفجارات عنيفة هزّت المنطقة، مع تصاعد أعمدة الدخان الكثيف التي كانت مرئية من أماكن بعيدة.

تمدد العمليات العسكرية إلى محافظات أخرى

امتدت العمليات العسكرية إلى محافظات أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تعرضت محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة، لخمس غارات استهدفت منطقة العصايد بمديرية الصفراء، إضافة إلى غارتين استهدفتا مديرية آل سالم.

وفي محافظة الحديدة الساحلية، استهدف الطيران الأمريكي مديرية اللحية بثلاث غارات جوية، وسط تحليق مكثف في الأجواء. كما شن الطيران ثلاث غارات على مديرية الحميدات بمحافظة الجوف، التي تعد واحدة من أكثر المحافظات توترًا بسبب المعارك المستمرة فيها.

إلقاء أجسام مضيئة في عمران

وفي محافظة عمران، شمال صنعاء، ألقى الطيران الأمريكي أجسامًا مضيئة في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ولم توضح المصادر المحلية طبيعة هذه الأجسام أو الهدف من استخدامها، لكنها أشارت إلى أنها جاءت في إطار التحركات العسكرية المكثفة التي تشهدها المنطقة.

ردود فعل محلية ومخاوف إنسانية

أثارت هذه الغارات ردود فعل غاضبة من قبل السكان المحليين، الذين عبروا عن استيائهم من استمرار استهداف المناطق المدنية وتعريض حياة المدنيين للخطر.

وأكدت منظمات حقوقية أن مثل هذه العمليات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعاني بالفعل من تداعيات الحرب المستمرة منذ سنوات.

خلفية الأحداث

تأتي هذه الغارات في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين، بعد سلسلة من الهجمات التي نفذتها الجماعة ضد المصالح الأمريكية والدول الحليفة لها في المنطقة.

وتسعى واشنطن من خلال هذه العمليات إلى توجيه رسالة قوية للحوثيين، في محاولة لردعهم عن مواصلة هجماتهم.

ما زال الوضع في اليمن يشهد تطورات متسارعة، مع استمرار الغارات الجوية والقصف المتبادل بين الأطراف المختلفة.

ومع ذلك، فإن المدنيين يدفعون ثمنًا باهظًا لهذه الصراعات، حيث تتفاقم معاناتهم يومًا بعد يوم في ظل غياب أي بوادر لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية.