أكد المحلل السياسي اليمني البارز الدكتور نجيب غلاب أن مستقبل اليمن وأمن أبنائه لن يتحققا إلا من خلال إسقاط مليشيا الحوثي ككيان عنصري مسلح ومشروع سياسي تابع لإيران، مشدداً على ضرورة العمل الجاد لتحرير البلاد من سيطرة هذه الجماعة التي وصفها بأنها "ذراع إيرانية مؤذية لأمن العالم والتجارة الدولية".

وفي تصريح صحفي، قال غلاب إن استمرار وجود الحوثيين في المشهد السياسي والعسكري اليمني يمثل تهديداً وجودياً ليس فقط لليمن بل للمنطقة بأسرها.

وأشار إلى أن المشروع الحوثي الذي يستند إلى فكرة "ولاية الفقيه" الإيرانية هو مشروع طائفي عنصري يسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني واستبداله بنظام حكم قمعي يقوم على التبعية العمياء لطهران.

وأضاف غلاب: "لن ينجو اليمن، ولن يتمكن شعبه من استعادة أمنه واستقراره، ما لم يتم القضاء على الحوثية كمليشيا مسلحة وكمشروع سياسي يعتمد على العنف والإرهاب لتحقيق أهدافه.

هذا المشروع ليس يمنياً بقدر ما هو أداة إيرانية تستهدف زعزعة الأمن الإقليمي والدولي، وتستخدم اليمن كورقة ضغط لتحقيق مصالح الملالي في طهران".

الحوثية تهديد لأمن العالم

وأوضح المحلل السياسي أن مليشيا الحوثي ليست مجرد جماعة مسلحة محلية، بل هي أداة تخريبية تعمل تحت إمرة النظام الإيراني، وتستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن الطاقة العالمي والتجارة الدولية.

وأكد أن استمرار سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومناطق استراتيجية أخرى في اليمن يمنح إيران نفوذاً خطيراً في المنطقة، ويهدد استقرار دول الجوار ومصالح المجتمع الدولي.

وشدد غلاب على أن الحل الوحيد للأزمة اليمنية يكمن في تمكين الشعب اليمني من استعادة سيادته على أراضيه، وتحرير صنعاء من قبضة الحوثيين، معتبراً أن هذا الشرط يمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام وإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.

تجريم ولاية الدجالين

واختتم غلاب تصريحاته بالتأكيد على أهمية تجريم الفكر الذي تحمله مليشيا الحوثي، والذي يستند إلى مفهوم "ولاية الفقيه"، واصفاً إياه بأنه "فكر دخيل على اليمنيين ويمثل انحرافاً عن الهوية الوطنية والإسلامية".

وقال: "علينا أن نعمل على تجريم ولاية الدجالين التي تسعى إلى فرض نظام استبدادي قائم على الكراهية والطائفية، وأن نعيد بناء الدولة اليمنية على أسس وطنية جامعة تحترم حقوق جميع المواطنين".

دعوة للتكاتف الوطني والإقليمي

ودعا غلاب كافة القوى الوطنية اليمنية إلى الاتحاد والتكاتف من أجل هزيمة المشروع الحوثي، مشيراً إلى أن هذه المعركة ليست معركة اليمنيين وحدهم، بل هي معركة كل القوى التي تؤمن بالحرية والاستقرار في المنطقة.

كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه دعم اليمن في مواجهة التدخلات الإيرانية، وتعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.