نظمت منصة المرأة المستقلة، مساء يوم الاثنين الموافق 24 مارس 2025، أولى ندواتها تحت عنوان "تمكين المرأة المستقلة: الطريق نحو التنمية المستدامة" في محافظة عدن. الندوة جاءت بمشاركة نخبة من الأكاديميات وممثلات منظمات المجتمع المدني، بهدف تسليط الضوء على قضايا التمكين والتحديات التي تواجه النساء المستقلات في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

تأكيد على أهمية تمكين المرأة المستقلة

في مستهل الندوة، أكدت الدكتورة ياسمين باغريب، الأستاذ المشارك بجامعة عدن والناشطة المجتمعية، أن المرأة المستقلة أثبتت حضورها اللافت في العديد من المجالات داخل البلاد. ومع ذلك، لا تزال تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية تعيق تقدمها ومساهمتها الفاعلة في عملية التنمية. وأشارت إلى أن هذه المنصة تعد رؤية متكاملة تهدف إلى تمكين النساء في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسية والإعلامية، مشددة على ضرورة توفير بيئة داعمة لتعزيز دورهن كشركاء أساسيين في تحقيق التنمية المستدامة.

رؤية منصة المرأة المستقلة

من جانبها، شددت الدكتورة رانيا خالد، رئيسة منصة المرأة المستقلة، على أن تهميش الكوادر النسائية المستقلة هو مشكلة بنيوية تؤثر سلبًا على تطور المجتمع ككل. وأوضحت أن المرأة التي لا تنتمي لأي حزب أو كيان سياسي غالبًا ما تُحرم من الفرص ليس لضعف كفاءتها، بل بسبب غياب السياسات الداعمة لتمكينها. وأكدت أن استبعاد النساء المستقلات عن مواقع صنع القرار يؤدي إلى هدر موارد بشرية كان يمكن أن تسهم بشكل فاعل في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار والازدهار.

وأشارت الدكتورة رانيا إلى أن المرأة المستقلة ليست مجرد فرد يسعى لتحقيق ذاته، بل هي عنصر أساسي في بناء مجتمع قوي وواعٍ، حيث تتخذ قراراتها بحرية وتواجه التحديات بإرادة صلبة، بعيدًا عن القيود المفروضة باسم السياسة أو العادات أو المصالح الضيقة.

أهداف المنصة وبرامجها المستقبلية

استعرضت الدكتورة رانيا رؤية منصة المرأة المستقلة التي تتمثل في تعزيز دور المرأة المستقلة في صنع القرار، ودعمها في بناء قدراتها وتطوير إمكانياتها. ومن بين أهداف المنصة:

• العمل معًا لإيصال صوت المرأة المستقلة وإشراكها في مراكز صنع القرار.
• تقديم برامج تدريبية وورش عمل في مجالات مختلفة مثل الصحة، القانون، التعليم، والقيادة.
• توفير بيئة تفاعلية لدعم النساء المستقلات وتسهيل التشبيك والتواصل بينهن.
• تقديم محتوى يعزز الوعي بحقوق النساء ويدعم صحتهن النفسية والاجتماعية.
• نشر مواد ومعلومات تساهم في رفع الوعي بحقوق النساء في المجتمع ودعم ومناصرة المرأة المستقلة.

كما أضافت أن المنصة ستقوم بتنظيم ندوات تثقيفية في مجالات متعددة، بالإضافة إلى تقديم استشارات قانونية لدعم المرأة المستقلة في التعامل مع القضايا الحقوقية. وأشارت إلى أن المنصة ستوفر برامج للدعم النفسي لمساعدتهن على مواجهة التحديات الاجتماعية والنفسية.

أوراق العمل وأبرز النقاشات

خلال الندوة، قدّمت القاضية الدكتورة رواء محمد مجاهد ورقة عمل بعنوان "تمكين المرأة طريق للتنمية المستدامة" ، تناولت فيها العلاقة الوثيقة بين تمكين المرأة وتحقيق العدالة الانتقالية. واستعرضت التحديات التي تواجه تمكين المرأة على المستويات الاقتصادية، الاجتماعية، التعليمية، والسياسية، إلى جانب كيفية مساهمة التمكين في تعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين مستوى المعيشة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار.

كما قدّمت الأستاذة رينا هيثم ورقة عمل حول "التمكين النفسي والاجتماعي للمرأة نحو مجتمعات أكثر إنصافًا" ، تطرقت فيها إلى أهمية بناء الدعم والتأثير الاجتماعي، وتعزيز العلاقات الدائمة والمشاركة المجتمعية والاقتصادية. وناقشت العوائق الاجتماعية التي تواجه المرأة، ودور السياسات المجتمعية في دعم التمكين النفسي والاجتماعي.

التوصيات الختامية

اختتمت الندوة بجملة من التوصيات الهامة، من بينها:

1. إصلاحات قانونية تضمن العدالة والمساواة في الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية.
2. سن قوانين صارمة لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
3. تعزيز الفرص الاقتصادية عبر توفير برامج دعم مالي وقروض ميسرة للنساء في ريادة الأعمال.
4. العمل على تمكين المرأة في سوق العمل من خلال برامج تدريب مهني تتماشى مع احتياجات سوق العمل.
5. تعزيز التمثيل السياسي عبر تخصيص حصص (كوتا) للمرأة في البرلمانات والمناصب القيادية.
6. دور الإعلام في دعم المرأة من خلال التوعية والتغطية الإعلامية لقضايا المرأة المستقلة، وتسليط الضوء على نجاحاتها وتحدياتها.
7. تعزيز التعاون مع الجهات الرسمية والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لخلق فرص تمكين جديدة للمرأة المستقلة.

دعوة للتكاتف والتعاون

وفي ختام الندوة، أكدت المشاركات على أهمية تكاتف الجهود بين الحكومة، والمجتمع المدني، والمؤسسات الدولية لضمان مشاركة أوسع للمرأة المستقلة في عملية التنمية المستدامة.

كما شددن على ضرورة تبني سياسات أكثر شمولًا لتحقيق العدالة الفعلية بين الجنسين، وإزالة العراقيل التي تحول دون تمكين المرأة في المجتمع اليمني.