في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت حكومة إسرائيل عن خطط لبناء مطار دولي جديد جنوب البلاد، بالقرب من المنطقة المحاذية لقطاع غزة. 
يأتي هذا القرار بعد موافقة لجنة الشؤون الاقتصادية في إسرائيل على المشروع الذي يهدف إلى تخفيف الازدحام في مطار "بن جوريون" المزدحم في تل أبيب، وتحقيق زيادة كبيرة في قدرة استيعاب المسافرين. 
ومع ذلك، أثار هذا المشروع تساؤلات حول الأبعاد الأمنية والاقتصادية، لا سيما بسبب قربه من قطاع غزة ومن قاعدة جوية عسكرية حساسة. فهل يمكن أن يكون هذا المشروع خطوة نحو تعزيز البنية التحتية الإسرائيلية، أم أنه يحمل مخاطر جديدة؟

مطار جديد في "نيفاتيم"

بحسب مشروع قانون قيد الموافقة في برلمان إسرائيل، سيتم بناء المطار الجديد في بلدة "نيفاتيم"، التي تبعد حوالي 65 كيلومترًا فقط عن حدود قطاع غزة. 
يقع الموقع بالقرب من قاعدة جوية عسكرية رئيسية في صحراء النقب، وهي قاعدة تتمركز فيها مقاتلات "إف-35" الإسرائيلية. 
وقد تعرضت هذه القاعدة في أكتوبر الماضي لهجوم صاروخي إيراني، ما يثير مخاوف بشأن سلامة هذا المشروع الذي سيُنفذ في منطقة قريبة من مناطق توتر مستمرة.

مزايا المطار الجديد

من المتوقع أن يستغرق بناء المطار الجديد حوالي 7 سنوات، ويُتوقع أن يستوعب المطار نحو 15 مليون مسافر سنويًا، مما يساهم في تخفيف الضغط عن مطار "بن جوريون" المزدحم. 
في الوقت نفسه، سيخلق المشروع نحو 50,000 فرصة عمل جديدة، مما سيعود بالفائدة على اقتصاد إسرائيل، خاصة في مناطق الجنوب التي تحتاج إلى مشاريع تنموية.

التحديات الأمنية والمعارضة العسكرية
 

رغم مزايا المشروع الاقتصادية، يواجه هذا المطار معارضة شديدة من قبل المؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل التي تخشى من قربه من القاعدة الجوية العسكرية.
تتساءل هذه الجهات عن الأمن في المنطقة، خصوصًا مع وجود تهديدات مستمرة من جماعات فلسطينية، بالإضافة إلى القلق بشأن الهجمات الصاروخية المحتملة على المنشأة الجديدة.

خطة المغادرة الطوعية للفلسطينيين
 

على صعيد آخر، وفي خطوة تتعلق مباشرة بقطاع غزة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تشكيل إدارة جديدة لتسهيل "المغادرة الطوعية" للفلسطينيين من القطاع. 
ستعمل هذه الهيئة تحت إشراف وزارة الدفاع، وستتولى تنسيق مغادرة الفلسطينيين إلى دول ثالثة بطريقة آمنة. 
يأتي هذا القرار في سياق جهود إسرائيل لتنفيذ رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بإعادة توطين الفلسطينيين في دول عربية مجاورة. 
لكن هذه الخطوة أثارت اعتراضات عديدة من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي، حيث يرى البعض أن هذه "المغادرة الطوعية" تأتي في سياق ضغوط كبيرة على الفلسطينيين.

تداعيات هذه المشاريع على مستقبل غزة والمنطقة؟

بينما يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تحسين بنيته التحتية وتخفيف الضغط على مطار "بن جوريون"، تبقى التساؤلات حول تأثير هذه المشاريع على استقرار المنطقة وأمنها. 
هل يمكن أن تساهم هذه الخطوات في تحسين الأوضاع الاقتصادية في الجنوب الإسرائيلي؟ أم أنها ستثير المزيد من التوترات والمخاطر الأمنية في المنطقة؟ وكيف سيؤثر مشروع المغادرة الطوعية على الفلسطينيين في غزة؟