أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، مساء الأحد، عن مقتل شخص وإصابة 13 آخرين، بينهم أطفال ونساء، جراء غارات جوية أميركية استهدفت مناطق سكنية في العاصمة صنعاء، وذلك في تصعيد جديد يعكس احتدام المواجهة بين الحوثيين والولايات المتحدة في سياق إقليمي متوتر.

ووفق تصريحات أنيس الأصبحي، المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، فإن الغارات استهدفت مبنى في حي عصر بمديرية معين، وهو حي سكني مكتظ بالسكان، مؤكدًا أن الحصيلة النهائية بلغت قتيلًا واحدًا و13 جريحًا، بينهم 3 أطفال وامرأتان.

استهدافات متزامنة في صنعاء وصعدة.. وتصعيد متعدد الجبهات

وأضافت الجماعة أن الضربات الجوية لم تقتصر على صنعاء، بل طالت أيضًا مديريتي وسحار وساقين بمحافظة صعدة، المعقل التاريخي للحوثيين شمالي البلاد. ولم ترد معلومات مؤكدة عن ضحايا إضافيين في هذه المناطق حتى لحظة كتابة التقرير.

وتُظهر هذه الغارات تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك، مع توسيع الولايات المتحدة نطاق استهدافها لمناطق حوثية داخل اليمن، في إطار ما وصفته سابقًا بـ"الردع الاستباقي ضد تهديدات الممرات البحرية والتصعيد الإقليمي".
 

الحوثيون يتهمون واشنطن بـ"قصف المدنيين عمدًا" ويحملونها التبعات القانونية

في بيان شديد اللهجة، حمّل الأصبحي الولايات المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية السياسية والأخلاقية عن استهداف الأعيان المدنية، داعيًا المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية إلى توثيق "جرائم العدوان الأميركي" وإدانتها.

وأكد المتحدث الحوثي أن القصف الأميركي استهدف أحياء سكنية ومنشآت مدنية، واصفًا ما جرى بأنه "اعتداء متعمد على المدنيين وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".

صاروخ فرط صوتي على إسرائيل واشتباكات في البحر الأحمر

تأتي هذه الضربات الأميركية بعد ساعات من إعلان الحوثيين تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار "بن غوريون" في تل أبيب، بصاروخ بالستي فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". ولم تُعلّق إسرائيل رسميًا على الحادث، لكن تقارير إعلامية أكدت أن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم صاروخي غير مسبوق.

كما أشارت الجماعة المتحالفة مع إيران إلى أن قواتها خاضت اشتباكات بحرية مع حاملة الطائرات الأميركية "ترومان" وعدد من القطع الحربية في البحر الأحمر باستخدام صواريخ ومسيرات، مؤكدة أن الاشتباك "استمر عدة ساعات"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية أو خسائر.

مخاوف من اتساع المواجهة وجرّ اليمن أكثر إلى الصراع الإقليمي

يثير هذا التصعيد مخاوف من انزلاق اليمن أكثر إلى أتون الصراع الإقليمي بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة سنوات الحرب الطويلة. ويرى مراقبون أن المواجهة البحرية والتقنية بين الحوثيين وواشنطن تشكل منعطفًا خطيرًا قد يعيد خلط أوراق النزاع في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.