في تصعيد جديد يشير إلى اشتداد الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلنت مصادر في حركة حماس أن إسماعيل برهوم، أحد القيادات البارزة والمسؤول عن الشؤون المالية في الحركة، قُتل مساء الأحد في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى في مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وبحسب التصريحات، كان برهوم يتلقى العلاج بالمستشفى عقب إصابته في غارة سابقة منذ أيام، قبل أن تستهدفه الطائرات الحربية الإسرائيلية مجددًا داخل المنشأة الطبية.

إسرائيل تعلن تنفيذ "ضربة دقيقة" وسط تنديد دولي

الجيش الإسرائيلي أكّد، في بيان رسمي، أنه استهدف "عنصرًا رفيع المستوى" في حماس داخل المستشفى، بعد عملية استخباراتية واسعة النطاق، مشددًا على استخدام "ذخائر دقيقة" لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. هذه العملية أثارت موجة من الانتقادات الدولية، لا سيما أنها طالت مرفقًا طبيًا حيويًا، وأسفرت عن إصابة العديد من المدنيين، بينهم طواقم طبية، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة.

حرائق وتدمير في المستشفى بعد الغارة

اندلع حريق ضخم عقب الضربة الجوية، وانتشرت مقاطع فيديو موثقة تُظهر محاولات الأهالي وفرق الإطفاء لاحتواء الحريق وسط حالة من الفوضى. وزارة الصحة أكدت تدمير أجزاء كبيرة من المستشفى، ما اضطرها إلى إخلاء أقسام كاملة من المرضى والطاقم الطبي. هذه الضربة ليست الأولى التي تستهدف منشآت صحية في غزة، وسط استمرار الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس تستخدم المستشفيات كمخابئ ومراكز قيادة عسكرية، وهي اتهامات نفتها الحركة مرارًا.

مقتل قيادي آخر في حماس بغارة منفصلة

في تطور متزامن، أعلنت حماس مقتل صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي للحركة، وزوجته في غارة إسرائيلية منفصلة استهدفت خيمتهما في خان يونس. وأظهرت صور الجنازة التي انتشرت عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها أهالي القطاع، وسط استمرار عمليات القصف. ووفقًا لتقارير وزارة الصحة، قُتل أكثر من 30 شخصًا في خان يونس ورفح صباح الأحد وحده، قبل أن يقع قصف المستشفى مساءً.

تصعيد متجدد بعد انهيار الهدنة

يأتي هذا التصعيد بعد أن أعلنت إسرائيل استئناف عملياتها العسكرية في غزة بتاريخ 18 مارس، منهية بذلك هدنة دامت قرابة شهرين. واتهمت الحكومة الإسرائيلية حركة حماس برفض مقترح أمريكي لتمديد وقف إطلاق النار، بينما اتهمت حماس تل أبيب بالتخلي عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي. وتشير تقارير وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الضحايا منذ بداية الحرب يتجاوز 50 ألف قتيل، أغلبهم من المدنيين، وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة.

اندلعت الحرب في غزة عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص داخل إسرائيل، معظمهم من المدنيين، واختطاف 251 آخرين. وردت إسرائيل بحملة عسكرية غير مسبوقة تقول إنها تهدف إلى القضاء على حماس، بينما تسجل الأرقام تصاعدًا مقلقًا في أعداد القتلى والمصابين، مع تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.