العقل قبل التواكل… كفى أوهامًا باسم العروبة والدين
آن الأوان أن نُراجع أنفسنا ونتحرر من وهم الشعارات التي لم تجلب لنا سوى الهزائم والانكسارات. العروبة كما قُدِّمت لنا أصبحت غطاءً للخذلان، والإسلام تحوّل عند كثيرين إلى تواكل وانتظارٍ لمعجزة من السماء دون أي فعل أو مقاومة.
انظروا إلى غزة اليوم، تُباد بكل وضوح أمام أعين العرب والمسلمين، بينما لا نرى سوى بيانات الشجب، وصلوات في المساجد، ودموع أمام الشاشات. لكن أين الفعل؟ أين التحرك؟ أين العقل والعمل؟
النبي محمد ﷺ، وهو قدوتنا، لم ينتظر النصر من السماء بلا فعل، بل قال: "اعقِلْها وتوكل”، فربط التوكل بالتحرك، لا بالخنوع. أما اليوم، فقد استبدلنا "اعقلها” بـ”دعها”، وصرنا نكتفي بالدعاء ونغضّ الطرف عن واجب العمل والنصرة.
غزة لا تحتاج دموعنا، بل أفعالنا. لا تحتاج خطبنا، بل مواقفنا.
فإن لم تكن هناك وقفة حقيقية تُعيد المعنى للعمل القومي والديني، فإننا شركاء في الصمت، وفي الهزيمة.
ولنُذكّر أنفسنا بما قاله الشهيد أنطون سعاده:
"إن لم تكونوا أنتم أحراراً من أمة حرة، فحريات الأمم عار عليكم.”
إن من لا يُغيّر نفسه، لن يغيّر مصيره… وغزة، اليوم، مرآة هذا العجز القاتل.
0 تعليق