ما لَمْ يَقُلْهُ الشِّعرُ وَالشُّعراءُ
قالَتْهُ أَبلَغَ ما يَكونُ دِمــاءُ
وَمِنَ الحَياءِ الصَّمتُ حيْنَ تَكَلَّمَتْ
لَو كانَ فيْ هذي الوُجوهِ حَيــاءُ
لكِنَّها أَنّاتُ حَرفٍ نازِفٍ
يَمْضيْ وَيُثقِلُ خَطوَهُ استِحيـاءُ
إِنّي وَغَزَّةُ والقَوافيْ لَمْ نَزلْ
تَغْفوْ على أَكتافِنا الأَشلاءُ
كَيْ تَستَريحَ مِنَ الحَياةِ وَزيفِها
فَوُعودُها خَدّاعَةٌ جَوفــاءُ
فَالمَوتُ أَشرَفُ مِنْ حياةِ مَذلَّةٍ
وَالأَكرَمونَ على المَدى الشُّهداءُ
إِنْ تَعظُمِ البَلوىْ فَغَزَّةُ كُفؤُها
إِنَّ الشَّدائِدَ كُفؤُها العُظَمـاءُ
المَجْدُ تَصنَعُهُ الرِّجالُ بِفِعلِها
لا يَصنَعُ المَجدَ التَليْدَ ثَنــاءُ
إِنْ جاءَ نَصرُ اللهِ جاءَ بِأَهلِهِ
ها هُمْ رِجالُ اللهِ ها قَدْ جاؤوا
يَتَقاسَمونَ الصَّبرَ خُبزاً يابِساً
وَالصَّبرُ فيْ عُرفِ الكِرامِ غِـذاءُ
إِنْ شَحَّ ماءُ الأَرضِ لَمْ يَتَأَفَّفوا
فَهُمُ بِأَسرارِ السَّماءِ رِواءُ
أسْمى أَمانيْهِمْ مَنِيَّةُ مُقبِلٍ
إِنْ حَلَّ فيْ ساحِ النِّزالِ قَضـاءُ
سَأَظَلُّ أَرْثيْ ما حَييْتُ أَحِبَّـتيْ
لَوْ كانَ يُحيي المَيِّتينَ رِثـاءُ
لكِنَّنا المَوتىْ بُعَيدَ فِراقِهِـمْ
وَهُـمُ بِرَحمَـةِ رَبِّهِـمْ أَحيــاءُ
نَبكيْ عَليْنا لا عَلَيهِمْ إِنَّنـا
فيْنا يَجوزُ النَّعيُ ثُمَّ بُكـاءُ
0 تعليق