في خطوة تعكس تصاعد القلق الأمريكي، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالًا هاتفيًا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعرب خلاله عن انزعاج الإدارة الأمريكية من التدهور المستمر في الوضع الإنساني داخل قطاع غزة. تأتي هذه المكالمة في سياق الضغوط المتنامية التي تمارسها واشنطن على تل أبيب من أجل تهدئة الأوضاع وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.

حماس تتحدث عن تفاهمات أمريكية ومطالب فورية

بالتزامن مع هذا التحرك الدبلوماسي، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن توقعاتها بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فورًا، وبدء مفاوضات شاملة تهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأوضحت الحركة في بيان رسمي نُشر عبر تطبيق "تليجرام"، أن هذه الخطوات تأتي استنادًا إلى تفاهمات تم التوصل إليها مع الولايات المتحدة، لكنها لم تكشف عن تفاصيل تلك التفاهمات.

تحذيرات من تعثر مسار تبادل الأسرى

وأكدت "حماس" في بيانها أن الالتفاف على هذه التفاهمات أو التأخر في تنفيذها، خاصة فيما يتعلق بإدخال المساعدات، سيؤثر بشكل مباشر وسلبي على أي محاولات مستقبلية لإعادة إطلاق مفاوضات تبادل الأسرى بين الجانبين. هذا التحذير يعكس جدية الحركة في ربط الملف الإنساني بالمسارات السياسية والأمنية، ويبرز مدى تعقيد المفاوضات الجارية خلف الكواليس.

مبادرة إنسانية مفاجئة من حماس

وفي خطوة لافتة، كشفت حماس أن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي – الأمريكي عيدان ألكسندر جاء ضمن "مبادرة إيجابية" هدفها تخفيف المعاناة عن سكان غزة وتهيئة الأجواء أمام وصول المساعدات الإنسانية. هذه الخطوة، بحسب الحركة، تعكس رغبتها في إحداث اختراق حقيقي في جدار الأزمة الممتدة منذ أشهر، وفتح الباب أمام خطوات متبادلة لبناء الثقة.

تسليم الأسير ألكسندر بهدوء تام

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد سلمت الجندي الإسرائيلي – الأمريكي عيدان ألكسندر إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة دون إقامة أي مراسم شعبية أو احتفالية. وتشير التقديرات إلى أن ألكسندر كان آخر أسير يحمل الجنسية الأمريكية لا يزال على قيد الحياة لدى الحركة، ما يضفي بُعدًا إنسانيًا وسياسيًا على خطوة الإفراج عنه.