نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا هيمنت "التزكية" على انتخابات النقابات المهنية؟ - اخبارك الان, اليوم الخميس 15 مايو 2025 12:15 صباحاً
سرايا - شهدت انتخابات النقابات المهنية في الأردن للعام 2025 تطورات لافتة، حيث حُسمت نتائج عدد منها بالتزكية، إلى جانب انسحاب القوائم المدعومة من الإسلاميين، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذه الظواهر وتداعياتها على المشهد النقابي.
وحُسمت نتائج 3 نقابات مهنية لغاية الآن بالتزكية، وهو عدد لم يحصل في وقت سابق في تاريخ انتخابات النقابات المهنية.
والنقابات المهنية التي تم تلجأ لإقامة الانتخابات فيها لهذه السنة، هي "المهندسين الزراعيين" و"الجيولوجيين" و"البيطريين"، في حين تشير توقعات إلى أن نقابة الصيادلة من الممكن أن تلتحق بالنقابات الثلاث.
وفي الوقت الذي أكد فيه نقابيون أن النقابات المهنية باتت تشهد تحوّلا في المواقف الانتخابية للألوان المتصارعة، ذهب آخرون إلى وصف ما يجري بأنه "لعنة كورونا".
وتُعزى ظاهرة التزكية في بعض النقابات المهنية إلى عدة عوامل منها ضعف المنافسة، حيث إن عزوف بعض القوائم والتيارات عن الترشح يؤدي إلى فوز المرشّحين بالتزكية.
تساؤلات حول مصداقية الفوز
ومن هنا، أكد رئيس لجنة الأخلاقيات الطبية في نقابة الأطباء الدكتور مؤمن سليمان الحديدي أن التنافس في الانتخابات أمر طبيعي يعكس حيوية العمل الديمقراطي ورغبة المرشحين في خدمة جمهورهم، حيث تُعد صناديق الاقتراع المعيار الحقيقي لقياس إرادة الناخبين.
وأشار الحديدي إلى أن ظاهرة الفوز بالتزكية والتي باتت تبرز في بعض المحطات الانتخابية مؤخرا، تطرح تساؤلات حول مدى مصداقية هذا النوع من الفوز، وإن كان يعكس حقيقة الإرادة الشعبية أم أنه مجرد انعكاس لحالة من الركود في المشهد الانتخابي.
ولفت إلى أن الفوز بالتزكية يُعد فوزا هادئا يفتقر إلى الحماسة والصخب المرتبطين بالمنافسات التقليدية، وهو غالبا ما يكون نتيجة غياب التنافس الحقيقي، إما لضعف الاهتمام العام أو لصعوبة الإقدام على الترشح من قبل آخرين.
وأوضح أن هناك عدة عوامل قد تدفع نحو هذا السيناريو، منها توافق سياسي أو اجتماعي بين الأطراف المختلفة، أو وجود هيمنة لطرف سياسي قوي يدفع الأطراف الأضعف إلى الانسحاب.
وأشار إلى أن القيود الاقتصادية والقانونية التي تفرضها بعض القوانين على المرشحين قد تشكل عبئا إضافيا يثني الكثيرين عن خوض المعركة الانتخابية.
وأضاف الحديدي إن ضعف اهتمام الناخبين وشعورهم بعدم جدوى المشاركة قد يساهم أيضا في شيوع التزكية كخيار أسهل.
وتابع قائلا: "ما يحدث في بعض النقابات لا يخرج عن هذا السياق، حيث يستمر الفوز "الصامت" في الهيمنة، رغم أن التنافس يظل الوسيلة الأمثل لتحريك الساحة وإضفاء روح جديدة في الأوساط المهنية والنقابية".
وحذر من أن غياب المنافسة قد يغلق الباب أمام فرص الإبداع والتجديد، لافتا إلى أن الانتخابات، رغم ما قد يصاحبها من خلافات أو انقسامات عمودية داخل القواعد الانتخابية، تظل مناسبة لإحياء الأمل في النفوس وضخ دماء جديدة في المؤسسات.
وختم بالإشارة إلى أن الميل نحو التزكية في المرحلة الراهنة ليس بالأمر المستغرب، نظرا لتداخل العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تميل أحيانا لترجيح كفة طرف على حساب الآخر.
لا للتجريب أو المجازفة
وفي حين يرى نقابيون أن وجود توافقات بين التيارات النقابية المختلفة على مرشحين معينين لتجنب المنافسة، فإن آخرين يعدون أن هناك ضغوطا بات يشكّلها المستقلون الذين ليست لهم قوائم منضوون تحتها، ما يُصعف من فرص المنافسة ومن ثم الانسحاب لدى بعض النقابات.
وقال الصيدلاني الدكتور معاذ سلامة إن التحديات الراهنة التي تواجه مهنة الصيدلة تتطلب قيادات ذات خبرة واسعة وكفاءة عالية، قادرة على التعامل مع هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المهنة.
وأوضح أن المرحلة الحالية لا تحتمل التجريب أو المجازفة بأشخاص يفتقرون إلى الخبرة العملية والقدرة على إدارة الأزمات.
وأشار إلى أن المرشح لمنصب نقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني يتمتع بسجل مهني طويل وخبرة واسعة في السوق الأردني، ما يجعله الأقدر على التصدي للتحديات الجديدة التي طرأت مؤخراً، وفي مقدمتها نظام الفوترة الوطني وما يرتبط به من إشكاليات مع شركات التأمين.
ولفت سلامة إلى أن واقع المهنة اليوم يمر بظروف معقدة وصعبة تتطلب من النقابات المهنية أن تركز جهودها على القضايا المهنية البحتة، وأن تتبنى مواقف وطنية منسجمة مع توجهات الدولة، بعيداً عن التورط في العمل السياسي الذي من شأنه أن يشتت البوصلة النقابية ويؤدي إلى تهميش المهنة الأساسية.
وشدد على أن النقابات يجب أن تبقى مظلة مهنية تدافع عن حقوق المنتسبين وتتصدى للتحديات التنظيمية والخدمية التي تواجه القطاعات المختلفة، دون أن تنجر إلى اصطفافات أو تجاذبات سياسية تضعف من دورها الحقيقي في حماية المهن والارتقاء بها.
خسائر متتالية لتيارات نقابية
وفي الوقت الذي شهدت فيه الانتخابات النقابية الحالية انسحاب القوائم المدعومة من التيار الإسلامي وخاصة "القائمة البيضاء"، أكد مطّلعون على الأمر أن ذلك يعود لأسباب عدة، أهمها الخسائر المتتالية التي تعرضت لها هذه القوائم في الانتخابات السابقة، ما أثر على معنوياتها ودفعها للانسحاب من المنافسة.
ويرى الخبراء أن وجود خلافات داخل التيار الإسلامي حول الإستراتيجيات الانتخابية أدى إلى ضعف التنسيق والانسحاب من بعض السباقات الانتخابية.
وفي المحصلة، تعكس نتائج انتخابات النقابات المهنية للعام الحالي، تحديات تواجه العمل النقابي، منها ضعف المنافسة والانقسامات الداخلية في بعض التيارات، إضافة إلى ضعف البرامج الانتخابية لدى بعضها.
ويرى مراقبون أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى فوز بعض مجالس النقابات المهنية بالتزكية وانسحاب قوائم أخرى من المنافسة.
الغد
0 تعليق