وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة القطرية الدوحة، في محطة ثانية ضمن جولته الخليجية التي استهلها من العاصمة السعودية الرياض، ومن المقرر أن يختتمها بزيارة الإمارات العربية المتحدة يوم الجمعة المقبل، وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية.

وكان في استقبال ترامب لدى وصوله إلى مطار حمد الدولي، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسط مراسم استقبال رسمية رافقتها تحية جوية من سرب مقاتلات سلاح الجو الأميري القطري التي رافقت الطائرة الرئاسية الأمريكية عند دخولها الأجواء القطرية.

وتُعد زيارة ترامب هي الأولى له إلى قطر خلال ولايته الثانية، والثانية لرئيس أمريكي إلى الدوحة بعد زيارة الرئيس الأسبق جورج بوش عام 2003، والتي كانت آنذاك أول زيارة لرئيس أمريكي إلى دولة خليجية بعد غزو العراق.

وتكتسب زيارة ترامب الحالية أهمية سياسية لافتة، إذ تتزامن مع تحركات أمريكية لتخفيف العقوبات عن سوريا، وهي الخطوة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي من العاصمة السعودية، في سابقة دبلوماسية حملت دلالات رمزية بشأن تحوّل مراكز التأثير في صناعة القرار الأمريكي بالشرق الأوسط.

وكشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة القطرية أن الرئيس ترامب سيناقش مع أمير قطر والمسؤولين القطريين سبل تفعيل قرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وهو الملف الذي يشهد زخمًا سياسيًا متصاعدًا منذ إعلانه في الرياض.

وأكدت المصادر أن المحادثات ستركز على تفاصيل الدعم القطري المحتمل للشعب السوري، في ظل الالتزام المعلن من الدوحة بتقديم مساعدات مالية مباشرة لصالح السوريين المتضررين من العقوبات التي فُرضت سابقًا على نظام بشار الأسد المخلوع.

ومن المتوقع أن تسفر زيارة ترامب عن توافقات جديدة بين واشنطن والدوحة بشأن آليات تنفيذ القرار الأمريكي، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات إقليمية حساسة، وتوجهًا متصاعدًا نحو إعادة صياغة العلاقات الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

كما تحتل حرب الإبادة على قطاع غزة، أولوية في المحادثات الجارية بين الجانبين، الأمريكي والقطري، خصوصا مع تواجد وفد فلسطيني واسرائيلي في الدوحة، وسط توقعات بانطلاق موجة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية ووقف الحرب.