في ضربة موجعة لحركة حماس، أعلنت مصادر فلسطينية، مساء السبت، مقتل القيادي السياسي البارز صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي للحركة، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في خان يونس جنوب قطاع غزة. الغارة التي وُصفت بالعنيفة، أدت أيضًا إلى مقتل زوجته، في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا إسرائيليًا هو الأعنف منذ أسابيع، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع المحاصر.

تفاصيل الغارة على خان يونس

بحسب تقارير إعلامية فلسطينية، فإن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارات مركزة على أحياء متفرقة من خان يونس، حيث استهدفت إحداها منزل القيادي صلاح البردويل، ما أدى إلى تدميره بالكامل ومقتل من بداخله. البردويل كان يُعد أحد أبرز الوجوه السياسية داخل حركة حماس، وسبق أن تولى مسؤوليات متقدمة داخل الحركة في المجالين الإعلامي والسياسي، وله حضور دائم في المحافل الفلسطينية والدولية.

ردود أفعال متوترة وتصعيد متواصل

الهجوم الذي أودى بحياة البردويل يأتي بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استئناف عملياته العسكرية المكثفة في غزة، بدعوى أن حماس تراجعت عن الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في التاسع عشر من يناير الماضي. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد في عدة تصريحات أن العمليات ستستمر بهدف "اجتثاث حماس" وإجبارها على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها.

الخسائر المدنية تتفاقم في غزة

وفي السياق ذاته، أعلن مسؤولون في وزارة الصحة بغزة أن حصيلة القتلى في القطاع ارتفعت بشكل كبير، حيث قُتل ما لا يقل عن 400 مدني منذ بدء الغارات يوم الثلاثاء، وتشير التقارير إلى أن أكثر من نصف الضحايا من النساء والأطفال. هذه الأرقام أثارت موجة غضب واستنكار واسع من قبل منظمات حقوقية وإنسانية، والتي طالبت بوقف فوري للهجمات التي تستهدف المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان.

المساعي الدبلوماسية لإنهاء النزاع

من جانبه، كشف ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، أن مفاوضات تجري حاليًا لوقف التصعيد الإسرائيلي، مؤكدًا في مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون أن حماس "تخطط للبقاء في غزة كقوة حاكمة"، وهو ما وصفه بالأمر غير المقبول، مطالبًا بنزع سلاح الحركة كشرط أساسي لحل النزاع.

حماس ترد على الاتهامات الأمريكية

في المقابل، اتهمت حركة حماس الولايات المتحدة بـ"قلب الحقائق" عقب تصريح للناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، براين هيوز، قال فيه إن "حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق سراح الرهائن". واعتبرت الحركة في بيان لها أن هذه التصريحات "مضللة" وتحمل انحيازًا واضحًا لإسرائيل، مطالبة بوقف العدوان بدلاً من تبريره.

تأتي هذه التطورات في وقت حرج يهدد بجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف، بينما يحبس العالم أنفاسه مترقبًا ما ستؤول إليه الأمور في غزة، بعد خسارة حماس لأحد أبرز قادتها السياسيين في غارة دموية قد تعيد خلط الأوراق من جديد.