بعد الرباط، جاء الدور على مدينة طنجة لتُعلن الحرب على الفوضى البصرية استعداداً لاستقبال عرس الكرة الإفريقية "كأس أمم إفريقيا 2025". سلطات عاصمة البوغاز دخلت في سباق مع الزمن لتنظيف المدينة من كل المظاهر غير القانونية التي تُشوّه وجهها الحضاري، على رأسها اللوحات الإشهارية المركبة بشكل عشوائي والبارابولات المنتشرة فوق واجهات العمارات.

وتحت إشراف مباشر من باشا منطقة طنجة المدينة، وقائد الملحقة الإدارية الرابعة، وعدد من أعوان السلطة، شُنّت حملة واسعة شملت أهم الشوارع الرئيسية، أبرزها شارع "المكسيك"، حيث تم تسخير رافعات ضخمة وشاحنات متخصصة لإزالة عشرات اللوحات الإشهارية التي كانت مثبتة على واجهات عمارات تعود لمصحات خاصة، وشركات تأمين، ومطاعم تقدم مشروبات كحولية، وكلها لا تحترم القوانين المنظمة للإشهار الحضري.

ولم تتوقف الحملة عند هذا الحد، بل تشمل أيضاً إزالة المكيفات الهوائية الظاهرة، والبارابولات الموزعة بطريقة عشوائية، إضافة إلى طلاء واجهات المباني المتدهورة، في إطار عملية تجميل شاملة تُعيد للمدينة رونقها وجاذبيتها.

السلطات عازمة على المضي في هذه الحملة دون تهاون، حتى تظهر طنجة في أبهى حلة أمام ضيوف القارة السمراء، وتكون في مستوى حدث قاري يُرتقب أن يشد أنظار الملايين إلى المملكة المغربية.