أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشكل مفاجئ، يوم الثلاثاء، وقف العملية العسكرية على اليمن، قائلاً إن اليمنيين وافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من غارات جوية إسرائيلية دمّرت بشكل كامل مطار صنعاء الدولي، وأدّت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص.

وقال ترامب: “أعلن الحوثيون (…) أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة، لا يريدون القتال بعد الآن، وسنكرم ذلك. سنوقف القصف”. وتابع: “يقولون إنهم لن يفجّروا سفنًا بعد الآن، وهذا هو… الهدف مما كنا نفعله”، موضحًا أن هذه المعلومات وردت من “مصدر جيد جدًا”.

من جانبه، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، أن “الإسناد للشعب الفلسطيني في قطاع غزة مستمر، وأن الرد على العدوان على اليمن آتٍ لا محالة”.

ووجّه الحوثي، في تصريح له يوم الثلاثاء، رسالة مباشرة إلى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلًا: “على نتنياهو إعداد استقالته”، في إشارة إلى فشل سياساته وجرائمه.

ووصف جرائم نتنياهو بأنها “إرهاب فاشل”، مؤكدًا أن هذه الأعمال الإجرامية “لن تُحقّق أهدافها في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو الشعوب المساندة له”.

وشدّد الحوثي على أن الشعب اليمني لن تُرعبه “التهديدات الأميركية والإسرائيلية”، مؤكدًا صموده وثباته في مواجهة جميع أشكال العدوان.

وفي تأكيد على الموقف المبدئي لليمن، قال عضو المجلس السياسي الأعلى: “ما رفضنا استمراره في فلسطين لن نقبل بتمريره في اليمن”.

واختتم تصريحه بتأكيد مبدأ العدالة الإلهية، قائلًا: “على الباغي تدور الدوائر بإذن الله”، في إشارة إلى أن “مصير المعتدين هو الهزيمة والفشل”.

وفي السياق ذاته، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية العُمانية وقف جميع الهجمات الأميركية على اليمن، وذلك بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عُمان مؤخرًا مع الولايات المتحدة الأميركية والسلطات المعنية في صنعاء، بهدف تحقيق خفض للتصعيد.

وأشار إلى أن هذه الجهود أسفرت عن التوصّل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين، وأنه في المستقبل لن يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يضمن حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي.

يأتي ذلك بعد ساعات على عدوان أميركي إسرائيلي استهدف مطار صنعاء، ومناطق أخرى في العاصمة ومحافظة عمران.

وأعلنت وزارة الصحة والبيئة اليمنية عن استشهاد وإصابة 38 مواطنًا، في حصيلة غير نهائية، جراء العدوان الأميركي الصهيوني على أمانة العاصمة ومحافظتي صنعاء وعَمْران.

وأوضحت الوزارة أن “16 مواطنًا أُصيبوا بفعل الغارات الصهيونية على مصنع إسمنت عمران”.

وبيّنت أن “مواطنَين استُشهدا وأُصيب سبعة آخرون جرّاء استهداف العدوان لمحطة ذهبان المركزية للكهرباء في مديرية بني الحارث، كما أُصيب مواطنان نتيجة الغارات على منطقة عَصِر في مديرية معين”.

وأضاف البيان أن “مواطنًا استُشهد وأُصيب ثلاثة آخرون جرّاء الغارات التي شنّها العدوان الأميركي الصهيوني على مطار صنعاء الدولي”، مشيرًا إلى أن “استهداف محطة حِزْيَز المركزية للكهرباء في صنعاء أدّى أيضًا إلى إصابة سبعة مواطنين”.

ولفت بيان وزارة الصحة والبيئة إلى أن “فرق الدفاع المدني والإسعاف تعمل بكل جهد للبحث عن ضحايا ومفقودين تحت الركام والأنقاض”.

وجدّدت الوزارة إدانتها لاستمرار العدوان الأميركي الإسرائيلي في استهداف المنشآت الخدمية والأعيان المدنية، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.

وأكدت أن “الاعتداء على المنافذ الإنسانية الرئيسية وتعطيلها، كالموانئ والمطارات، هو عمل عدواني يهدف إلى تشديد الحصار وتجويع الشعب اليمني، وزيادة مفاقمة المعاناة الإنسانية للمرضى والمسافرين، ومنع إدخال الغذاء والدواء”.

المصدر: مواقع