شهدت تغطية وسائل إعلام جماعة الحوثي لجريمة قصف الطيران الأمريكي مركز احتجاز المهاجرين الأفارقة بمدينة صعدة ارتباكًا لافتًا، عكس حجم التخبط في التعاطي مع الحادثة التي أثارت ردود فعل محلية ودولية.

وأظهرت تقارير الجماعة تباينات فاضحة في الأرقام والتصريحات الصادرة بشأن عدد الضحايا، وعدد نزلاء المركز، والمسؤولية عن إدارة المنشأة، وسط غياب للرواية الدقيقة والموحدة.

ففي حين أعلنت وسائل إعلام حوثية، بينها وكالة "سبأ" التابعة للجماعة، أرقامًا متفاوتة بشأن أعداد القتلى والجرحى - مرفق صور الأخبار المختلفة - ، فإنها لم تقدّم تفسيرًا للاختلافات داخل التقرير الواحد، ما ألقى بظلال من الشك حول مصداقية بيانات الجماعة الرسمية.

كما أوردت تلك الوسائل أرقامًا متضاربة لعدد النزلاء في المركز وقت وقوع الجريمة، دون الإشارة إلى ناجين محتملين، وهو ما يطرح تساؤلات حول دقة ما يُنشر ومدى شمولية المعلومات المقدّمة للرأي العام من قبل المليشيات الحوثية.

وفي تناقض إضافي، نقل إعلام الجماعة عن مسؤولين حوثيين قولهم إن مركز الاحتجاز يخضع لإشراف المنظمة الدولية للهجرة، وهو ما نفته الأخيرة بشكل قاطع في بيان رسمي، مؤكدة عدم مسؤوليتها الإدارية أو التشغيلية عن المركز المستهدف.

ويأتي هذا التخبط الإعلامي ليضيف مزيدًا من الغموض حول ملابسات الحادثة، التي تعكس – بحسب مراقبين – نمطًا متكرّرًا من التعتيم والانفصال عن الحقائق لدى الإعلام التابع للجماعة الحوثية.