في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والعمليات العسكرية العنيفة في قطاع غزة، جدّدت المملكة العربية السعودية، انتقادها الشديد للانتهاكات المستمرة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، داعية إلى تحرك دولي عاجل لوضع حد لهذه الجرائم، وخاصة منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى السكان المدنيين.

السعودية أمام محكمة العدل الدولية: لا مبرر للدمار

وبدوره، أكّد السفير السعودي محمد سعود الناصر أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود، خلال جلسة استماع رسمية في محكمة العدل الدولية في لاهاي، مضيفًا أن قطاع غزة أصبح "كومة من الركام"، بفعل القصف المكثف والمنهجي الذي دمّر البنية التحتية بالكامل.

وشدد الناصر على أن لا شيء يبرر هذا الكم من الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل تجاهل الأوامر الصادرة عن المحكمة، بل وتزيد من وتيرة خروقاتها للقانون الدولي.

انتهاكات متواصلة بحق المنظمات الإنسانية

كما حمّل السفير السعودي إسرائيل المسؤولية عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يشهدها القطاع، كاشفًا أن أكثر من 200 موظف تابعين للأونروا لقوا حتفهم نتيجة الاستهدافات المباشرة، فضلًا عن تعرض مقرات الوكالة الأممية ومخازنها للقصف والنهب.

وأكد أن إسرائيل لا تزال تمنع دخول المساعدات رغم الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مضيفًا أن مزاعم تل أبيب بشأن "تحيّز" الأونروا تم تفنيدها رسميًا من قبل المنظمة الأممية نفسها.

محكمة العدل الدولية تفتح جلسات حول مسؤوليات إسرائيل

وتأتي التصريحات السعودية في سياق أسبوع من جلسات الاستماع القانونية التي بدأتها محكمة العدل الدولية يوم الإثنين، لمراجعة التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، وتحديداً بعد فرضها لحصار مشدد على قطاع غزة استمر لأكثر من 50 يوماً.

ويشارك في هذه الجلسات ممثلون عن الأمم المتحدة وعدة دول ومنظمات، حيث تنعقد المداولات أمام هيئة مكوّنة من 15 قاضياً دولياً في مدينة لاهاي.

أزمة إنسانية تهدد حياة 2.2 مليون فلسطيني

بحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة والمرض والتهجير بفعل الحصار الإسرائيلي، الذي ازداد تشددًا منذ الثاني من مارس/آذار، عندما قطعت إسرائيل جميع تدفقات المساعدات الدولية إلى القطاع.

وقد جاء هذا القرار الإسرائيلي قبيل انهيار وقف هش لإطلاق النار، لتدخل غزة في فصل جديد من التدهور الإنساني بعد 15 شهرًا متواصلًا من القتال والدمار.

دعوات لتحرك دولي عاجل

وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، في ظل هذه التطورات، ووسط دعوات لتطبيق قرارات محكمة العدل الدولية، وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي تُمارس بحق سكان غزة المحاصرين.