26 أبريل 2025, 12:14 صباحاً
قبل فترة، كنت أتابع مسلسل شارع الأعشى ولفتني كثيرًا قصة "عواطف" و"سعد"، كانت قصة حب ناعمة وبريئة في ذلك الزمن وأكيد أنها تكررت كثيرًا في تلك الحقبة، لكن الذي صار بعد الفراق كان مؤلم أكثر من الحب نفسه.
سعد، يوم خسر عواطف، ما قدر يلقى نفسه.. صار يمشي بالحياة كأنه مو الشاب المقبل على الحياة وعليه مسؤوليات كثيرة وآمال وتطلعات والدته، سعد شخص ضايع ما يدري وش يسوي، ولا وين يروح بعد ما تزوجت عواطف الي كان باني آمال كثيرة على زواجه منها .
ومع الوقت، انجرف لطريق خطير.. دخل مع جماعة متطرفة، وكل هذا بس لأنه فقد نفسه بعد ما فقدها.
وبالنهاية؟ انقتل، وانتهت حياته وهو ما رجع يلقى ذاته أبدًا.
حقيقة هالقصة أثرت فيني وجعلتني أحزن وأنا هنا ما أسوق للمسلسل لأنه مايحتاج أني أتكلم عنه الجميع أشاد بالحبكة الدرامية بغض النظر عن الملاحظات الأخرى التي تختلف من شخص لآخر لكن المسلسل بحد ذاته حقيقة يشد ومحزن جداً .
قصة سعد وعواطف ضيقة صدري، خلتني أفكر كم شخص بينّا ضاع بعد علاقة حب صادقة في ذلك الزمن وفي زماننا هذا وأنتهت بسبب عادات وتقاليد أو بسبب عوامل أخرى قد تكون صحيحة في ذلك الوقت ولكنها قاسية على الأشخاص الي يحبون بعض ؟
كم واحد ما عرف يعيش بدون اللي كان يحبّه، لأنه بكل بساطة.. كان شايف هويته كلها فيه؟
اليوم في مقالي راح أتكلم عن شيء مهم كثير الناس يمرون فيه بدون ما يدرون وهو فقدان الهوية بعد الحب ، أنا بعد ما شفت المسلسل وحزنت صراحة على القصة بحثت كثير عن الأسباب الي خلت سعد يصبح انسان شبه ميت وهو حي بعد زواج عواطف لعلي ألقى دراسات او أسباب علمية اغذي فيها موضوع مقالي لكي يكون أكثر فائدة لك عزيزي القارئ ولقيت أن الإنسان بعد فشل قصة حب عميقة جداً وبدون مصالح يمر بشيء أسمه فقدان الهوية بعد الحب وهو كيف الواحد يضيع نفسه إذا ضاعت قصة حبه او خسر الشخص الي يحبه؟
طبعاً مو كل فراق يعني إنتهت قصة حب وبس.. أحيانًا، يكون الفراق أكبر من مجرد قلب انكسر، يكون لحظة نكتشف فيها إننا ضيعنا شيء من أنفسنا، شيء كنا نبنيه على وجود شخص ثاني بحياتنا.
بعض العلاقات، ما تكون مجرد مشاعر.. تكون مشروع "هوية" نعيش فيها، نغيّر أنفسنا، نعيد تشكيل شخصيتنا عشان نرضي أو نتماشى مع الإنسان الي نحبه ، ولما تنتهي العلاقة؟
ما نخسر الحب بس.. نلقى نفسنا تائهين، ما ندري من نكون!
وهالحالة، علماء النفس يسمّونها "فقدان الهوية بعد العلاقة"، ودارسينها من زمان، مو شي غريب أبدًا، لكنها مؤلمة بعمق وخوينا سعد هو أحد ضحايا هذه الحالة النفسية .
وش يعني فقدان الهوية بعد الحب؟
في دراسة نشرتها مجلة علمية متخصصة في علم النفس ، قالوا إن كثير من اللي مرّوا بانفصال، حسّوا إنهم ما عاد يعرفون نفسهم، كأنهم "ضايعين"، كأنهم نسوا من هم بدون ذاك الشخص.
اللي يصير مو بس حزن، اللي يصير إن العلاقة نفسها كانت جزء كبير من هويتهم.
يعني لما تصف نفسك بـ"أنا اللي أحب فلانة" أو "أنا اللي عايش لفلان"، ففجأة لما يختفي هالشخص.. تختفي معاه الصورة اللي كنت تشوف فيها نفسك وبذلك تختفي شخصيتك مع ذلك الإنسان وتصبح بلاهوية كأنك إنسان غريب على نفسك .
كيف توصل لهالحالة؟
علماء النفس يسمّونها "اندماج الهوية" – يعني شخصيتك تذوب بالعلاقة لدرجة إنك تفقد استقلالك وهالشيء له أسباب كثيرة، منها:
1- التعلّق الزايد واعتمادك العاطفي عليه
2- إنك ما كنت تعرف من تكون قبل هذه العلاقة
3- شعورك إنك تحتاج حب عشان تحس بقيمتك
4- إنك تعيش عشان العلاقة وكأنها كل دنيتك فإذا انكسرت العلاقة، كأنك انكسرت معها.
وش تحس فيه إذا فقدت هويتك؟
كثير من الناس اللي مرّوا بالتجربة، قالوا إنهم حسّوا بالأشياء التالية:
• صاروا ما يدرون وش يبغون، حتى في أبسط القرارات
• فقدوا الحماس لأشياء كانوا يحبونها
• ضعف تقدير الذات، وزاد التردد في كل شي وثقتهم في أنفسهم وأصبحوا ناس محطمين نفسيًا .
• تمر بهم نوبات حزن ما تنفهم، حتى بعد شهور أو سنين
• حنين مو للشخص الي يحبونه.. بل للنسخة اللي كانوا يشوفونها في أنفسهم وهم معاه
طيب… كيف ترجع لنفسك وهذا أصعب شيء في الموضوع ؟
استرجاع النفس يحتاج وعي عالي وتشتغل على نفسك شوي شوي وتكون صريح مع نفسك بزيادة قبل أي تغيير بحيث أنك :
1- تعترف بوجود المشكلة
أنت مو زعلان من حب فشل وبس.. أنت تمر بمرحلة "إعادة تعريف"، وإدراكك لهالشي أول خطوة.
2- تحتاج ترجع تبني نفسك
رجّع شغفك بالأشياء اللي تحبها، وعرّف نفسك من جديد:
– وش اللي يميزك؟
– وش تهتم فيه؟
– وش قيمتك؟
– مين الناس اللي يحبونك بدون شروط؟
3- اكتب يومياتك وحاول ماتفضفض للناس كثير لأن الناس
ما عندهم حل أساساً وغالباً ماراح يفهمون الشعور الي تمر فيه لان المقاييس عند البشر مختلفة، لذلك الكتابة
تعالج كثير، خلّك تكتب كل يوم، حتى لو كلام بسيط هذا يساعدك تفصل بين ألم العلاقة وشخصيتك الحقيقية.
4- لا تتردد تطلب مساعدة المتخصصين النفسيين لو حسّيت إنك ما تقدر تتجاوز لوحدك، الجأ لأخصائي نفسي، ترى ما فيها ضعف.. هذي شجاعة، لأنك تبغى ترجع أفضل.
الكلمة الأخيرة: لا تخلّي الحب يمحيك زي مامحى سعد ، عواطف بنهاية المسلسل قررت تتزوج واحد ثاني ونست سعد وتضحياته وحبها له .
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق