نشر في باب نات يوم 25 - 04 - 2025

تحت شعار " نابل تفوح بعطر زهر النارنج" اعطيت اليوم اشارة فعاليات مهرجان الزهر بنابل التي تنظمه جمعية صيانة المدينة بدار نابل بالمدينة العتيقة من 25 الى 27 افريل الجاري.
واشار رئيس جميعة صيانة مدينة نابل جلال باللامين في تصريح لوكالة "وات" الى ان تنظيم مهرجان الزهر بنابل، اضحى موعدا سنويا قارا للاحتفال بزهر النارنج والاحتفاء بالحرفيين والحرفيات المختصين في تقطير ماء الزهر من اجل المحافظة على هذا الموروث التقليدي والعمل على صيانته وعلى مزيد تطوير اساليب ترويج ماء الزهر ونشر استعمالاته.
ولاحظ ان الجمعية حرصت في اطار المهرجان بالاضافة الى تنظيم الفقرات التنشيطية والموسيقية على تنظيم معرض بدار نابل على مقربة من سوق البلغة التي تفتح ابوابها للزوار، ليكتشفوا من خلال ورشات حية عملية تقطير الزهر ولاقتناء "عولتهم" من ماء الزهر ذو الجودة العالية من بين معروضات عديد الحرفيات اللاتي يشاركن في المعرض ولاقتناء منتجات على غرار الشموع والصابون المعطر بماء الزهر وكذلك لتذوق حلويات ومأكولات منكهة بماء الزهر.
وكشف من جهة اخرى ان الجمعية حرصت في هذه الدورة على اطلاق فكرة بعث "طريق النارنج" في شكل مسلك سياحي ثقافي اخضر يروي قصة حبة النارنج من المزرعة الى "الفاشكة" (القنينة التقليدية التي يخزن فيها ماء الزهر)، ويعرف بعملية جمع زهر النارنج وبيعه في الاسواق التي تفتح كل موسم وصولا الى مصانع التحويل العصري والتقطير لاستخراج زيت النيرولي ومرورا بعمليات التقطير التقليدي لدى حرفيات وربات بيوت ما تزلن تحافظن على عادة التقطير.
وتابع ان الملسك السياحي الثقافي الاخضر لزهرة النارنج سيوفر فرصة كذلك لابراز الاستعمالات الجديدة لماء الزهر، من خلال التعريف بورشات ومشاريع شبابية اختار اصحابها التجديد والابتكار في هذا الميدان اما لصنع منتجات مشتقة من ماء الزهر او للتجديد في اواني تعليب ماء الزهر وفرصة لتذوق اطباق وحلويات يستعمل فيها ماء الزهر فضلا عن برمجة فقرات للتنشيط الثقافي والتعريف بالعادات والتقاليد النابلية وبرمجة مسابقة لاجود ماء زهر.
ولاحظ ان الجمعية برمجت ليوم الغد السبت ندوة علمية ستخصص للتحاور حول مشروع " طريق النارنج" بمشاركة خبيرين يساهم الاول بمداخلة حول التجارب المقارنة لبعث المسالك السياحية الثقافية التي تعنى بمنتوج بعينه ويساهم الثاني بمداخلة حول الخطوط الاولية للمسلك ومختلف فقراته مبرزا ان بعث المسلك السياحي الثقافي الاخضر سيساهم في خلق ديناميكية ثقافية واقتصادية هامة في مدينة نابل التي تعرف بعاصمة الصناعات التقليدية في تونس.
وابرز من جهة اخرى ان عددا من الشابات المبدعات انطلقن في العمل على تطوير محامل جديدة للتعبئة والتغليف لماء الزهر بالتعاون مع ديوان الصناعات التقليدية، وذلك بهدف تطوير "الفاشكة التقليدية" الى نماذج جديدة تجذب الحرفاء وتشجع السياح خاصة على شرائها كتذكار لزيارته لمدينة نابل يعود به السائح الى بلده.
واشار الخبير لدى منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية والمسؤول بولاية نابل عن مشروع النفاذ الى الاسواق للمنتوجات الغذائية والمحلية " بامبات" خميس الناصفي، من جهته الى ان المشروع يحرص على دعم كل المبادرات التي تثمن المنتجات المحلية ذات البعد الثقافي التراثي والاقتصادي ومن بينها ماء الزهر في نابل التي تعد الولاية النموذجية الثانية بالاضافة الى ولاية القيروان التي تنفذ بها استراتيجية وزارة الفلاحة لدعم المنتجات المحلية وترويجها.
وابرز ان المشروع يقدم دعما فنيا للحرفيين لمساعدتهم على ترويج منتجاتهم والنفاذ الى الاسواق ويشجع المبادرات المجددة التي تثمن المنتجات المحلية ومن بينها تنظيم مسابقة اجود ماء زهر في هذه الدورة وفكرة مشروع بعث "طريق النارنج" بما يساهم في خلق ديناميكية سياحية واقتصادية وثقافية جديدة وتشمل مختلف المتدخلين في القطاع بصفة مباشرة او غير مباشرة.

.