نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عمرها 2000 عام.. شجرة "الغريب" باليمن تتساقط في مشهد مروّع - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 01:17 مساءً
أثار سقوط أجزاء من شجرة "الغريب" العملاقة في اليمن (يُقدّر عمرها بأكثر من ألفي عام) موجةً من الحزن والقلق بين أهالي منطقة تعز والمهتمين بالتراث والبيئة.
وأظهرت صورٌ مُروّعة تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، جذعًا ممزقًا وحفرةً عميقةً خلّفها السقوط المفاجئ، وكأن الأرض تفتح ذراعيها لاحتضان جزءٍ من تاريخٍ يغيب.

في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، كانت شجرة "الغريب" تقف شامخة كشاهد حي على قرون من التاريخ، تتحدى الزمن بجذعها العريض وأغصانها الممتدة، لكنّها اليوم تنهار قطعةً قطعةً، وكأنها تودّع عصرًا لم يعد فيه مكان للعجائب.
سقوط أجزاء من هذه الشجرة العملاقة
بقطرٍ يتجاوز 8 أمتار وارتفاعٍ يقارب 16 مترًا، تُعتبر "الغريب" إحدى أضخم الأشجار المعمّرة في اليمن، بل وفي العالم، وكأن عظمتها لم تكن كافيةً لحمايتها من مصيرٍ غامض، فلم تُصرّح أي جهة رسمية عن أسباب الانهيار، وفق تقرير نشرته "العربية"
وطنٍ تموت أشجاره وأبناؤه بصمتٍ لا يكترث به أحد
في مشهدٍ يعكس مأساةً أكبر، يتساءل الإعلامي خليل القاهري في تصريحات لـ"العربية" : "لو أن الأمر في بلد آخر، لتحوّل سقوط غصنٍ من هذه الشجرة إلى قضيةٍ قومية، لكننا في وطنٍ تموت أشجاره وأبناؤه بصمتٍ لا يكترث به أحد." كلماته تُلخّص واقعًا مريرًا، حيث تذبل الكنوز الطبيعية دون محاولات جادّة للحفاظ عليها.

أما الباحث مصطفى الجبزي، فيرى أن الكارثة كانت متوقعةً بسبب عدم وجود دعامات أو رعاية علمية، قائلًا: " النظر إلى عمر شجرة الغريب واتساع قطرها غير منتظم الشكل وامتداد فرعيها وثقلهما فإنه من الطبيعي أن تتعرض إلى شقوق ما لم تسند جوانبها وتربط في خاصرتها".
ويرى أن انفلاق جذع الشجرة متوقع في هذه الحالة وهو نتيجة لعدم اهتمام لغياب المعرفة والمهارة في التعامل مع الأشجار المعمّرة". وقال: "لا يزال من الممكن الحفاظ عليها بالأسانيد والدعائم وتوسيع نطاق تسويرها وبالتأكيد فحص الجذع".
لوحةً طبيعيةً تجسّد التكافل بين الإنسان والبيئة
"الغريب" وفق خبراء البيئة ليست مجرد شجرةٍ عملاقة، بل كانت لوحةً طبيعيةً تجسّد التكافل بين الإنسان والبيئة. لقرونٍ طويلة، استقطبت الزوّار من كل حدبٍ وصوب، تحكي لهم بقوامها الفريد حكايات الأجداد، وتُذكّرهم بأن الجمال لا يموت. لكنّها اليوم، مثل كثيرٍ من معالم اليمن، تواجه خطر الزوال وسط صمتٍ مطبق.
ستكون صرخات الناشطين تنقذ ما تبقى من "الغريب"
المحافظ نبيل شمسان كلّف لجنةً للتحقيق، لكنّ الوقت يمرّ كالرمال بين الأصابع، والشجرة التي صمدت ألفَي عام قد لا تصمد طويلًا أمام عاصفة الإهمال التي يتحدث عنها رواد مواقع التواصل.

0 تعليق