حذّر الباحث والمحلل العسكري اليمني، الدكتور علي الذهب، من خطورة استئناف العمليات العسكرية في اليمن بهدف استعادة السلطة من جماعة الحوثي، دون أن تسبق ذلك ترتيبات سياسية وأمنية تضمن وحدة البلاد واستقرارها.

وأكد الذهب أن هذا الخيار، في حال تم اتخاذه بمعزل عن حسابات دقيقة للمصالح الوطنية والإقليمية، قد تكون نتائجه وخيمة على النسيج الوطني، وقد يؤدي إلى مزيد من التمزق والانقسام الداخلي، ناهيك عن انعكاساته السلبية على أمن المنطقة ككل.

وأوضح في تصريحات صحفية أن "أي قرار باستئناف الحرب لا بد أن يكون مدروسًا ومصحوبًا بخطة واضحة المعالم تضع في الاعتبار وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتراعي أمن الإقليم واستقراره"، مضيفًا: "إن لم تكن هناك ترتيبات واضحة لاستئناف القتال تضمن كل ذلك، فسوف نسقط جميعًا في المؤامرة، وستكون العواقب وخيمة".

ودعا الذهب إلى تغليب صوت العقل وإعطاء المسار السياسي الشامل الأولوية القصوى، معتبرًا أن الحل السياسي هو السبيل الأمثل لمعالجة جذور الأزمة اليمنية.

وشدد على أهمية إشراك كافة الأطراف المعنية في أي مفاوضات قادمة، بما يضمن عدالة التمثيل، ويحفظ وحدة اليمن ويمنع تفككه، كما يسهم في دعم الاستقرار على مستوى المنطقة.

وأكد أن أي مسار عسكري غير مدروس سيصب في مصلحة قوى تسعى لتقسيم البلاد وإضعافها، ما يجعل من الضروري التحلي بالمسؤولية الوطنية والإقليمية عند بحث أي خيارات تتعلق بالمستقبل اليمني.

وتأتي تصريحات الذهب في ظل تعثر المسارات السياسية وتزايد المخاوف من انزلاق جديد نحو العنف، في وقت يعيش فيه اليمن واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية والسياسية في العالم.