في أول حادث من نوعه منذ أشهر، شهدت السواحل الشرقية لليمن هجومًا لافتًا على سفينة شحن تجارية، الأمر الذي أعاد تسليط الضوء على حالة التوتر الملاحي في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، والتي كانت قد شهدت هدوءًا نسبياً في الأسابيع الأخيرة.

تفاصيل الهجوم شرق عدن

كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن تلقيها بلاغًا يفيد بتعرض سفينة لهجوم على بعد حوالي 100 ميل بحري شرق مدينة عدن اليمنية، وبحسب البيان، استمر الهجوم نحو ساعتين، حيث طاردت زوارق صغيرة السفينة وأطلقت النار عليها، لكن طاقم السفينة تمكن من الإفلات دون وقوع خسائر بشرية، وتابع طريقه إلى ميناء التوقف التالي.

حتى الآن، لم تُكشف هوية السفينة المستهدفة أو هوية المهاجمين، فيما لا تزال التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات الحادث وأطرافه المحتملة، كما لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل ميليشيا الحوثيين حتى اللحظة حول هذا الهجوم، -بحسب العين الإخبارية-.

خلفية تصعيد الحوثيين

وكانت ميليشيا الحوثيين قد علقت هجماتها البحرية لفترة وجيزة في يناير/كانون الثاني الماضي، تزامنًا مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة؛ غير أن الجماعة اليمنية عادت وأعلنت في مارس/آذار الماضي نيتها استئناف الهجمات ضد السفن الإسرائيلية، متهمة إسرائيل بعدم رفع الحصار عن دخول المساعدات إلى غزة.

هجمات متواصلة رغم التحركات الأمريكية

إضافة إلى ذلك، تعهد الحوثيون بمواصلة عملياتهم البحرية العدائية بعد أن شنت الولايات المتحدة أكبر وأعنف عملية عسكرية لها في اليمن منذ تسلم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السلطة، في محاولة للردع والسيطرة على الوضع المتصاعد في المنطقة.

تصعيد يهدد الملاحة العالمية

وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان سلسلة الهجمات الحوثية التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، واستهدفت خلالها الجماعة أكثر من 100 سفينة، ما أدى إلى إغراق سفينتين، والاستيلاء على أخرى، ومقتل أربعة بحارة على الأقل، وقد أجبر هذا التصعيد العديد من شركات الشحن العالمية على تغيير مساراتها وتفادي المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ويثير الحادث الأخير مخاوف متزايدة حول استقرار أمن الممرات البحرية الدولية ، لا سيما مع تعثر الجهود الدولية لضمان سلامة السفن التجارية وسط التوتر الإقليمي المتصاعد.

هجوم على سفينة، سواحل اليمن، الحوثيون، الأمن البحري، الشحن العالمي، البحر الأحمر، مضيق باب المندب، إسرائيل، غزة، المساعدات الإنسانية، السفن الإسرائيلية، التحالف البحري، هيئة التجارة البحرية البريطانية، العمليات الأمريكية في اليمن