في خطوة تحمل أكثر من دلالة استراتيجية ورسالة غير مباشرة للمتربصين، تسلم المغرب شحنة ضخمة من صواريخ "ستينغر" الأمريكية، والتي شكلت نقلة نوعية في ميزان القوى خلال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تميزت الصواريخ المحمولة على الكتف بقدرتها العالية على إسقاط الطائرات والمروحيات على ارتفاعات منخفضة، وكانت سلاحا مرعبا أربك سلاح الجو الروسي وخلخل تفوقه في العديد من الجبهات.

ووصلت 600 وحدة من هذه الصواريخ التي أثبتت فاعليتها الميدانية بامتياز في أوكرانيا، وذلك في إطار صفقة نوعية تعزز الترسانة الدفاعية الوطنية وتضع المغرب في مصاف الدول المتقدمة عسكريا في إفريقيا، لمواجهة الاضطرابات المتزايدة وتماشيا مع مخرجات القراءة الدقيقة للتحولات الجيوسياسية التي تعرفها المنطقة، خاصة مع تعقيد المشهد على الحدود الشرقية ذات التضاريس الوعرة والمساحات الممتدة التي قد تشكل مسرحا لحروب غير تقليدية.

وتعتبر الصواريخ الشهيرة بخفتها وسرعة نشرها ونجاعتها ضد الأهداف الجوية المنخفضة، مثالية لأي مواجهة تعتمد على أسلوب الكر والفر أو التكتيكات شبه النظامية، حيث تصبح "ستينغر" في بيئة جغرافية مليئة بالمرتفعات والمخابئ الطبيعية، سلاحا حاسما يمكنه تغيير موازين القوى في أية لحظة.

وتدرك الرباط، التي راكمت خبرة مهمة في تحديث منظومتها العسكرية جيدا، أن التحديات الأمنية لم تعد تقليدية، وأن الحرب الحديثة تفرض استعدادا دائما واستثمارا في نوعية العتاد لا كميته فقط، وها هي اليوم ترسل إشارة واضحة لمن يعتقد أن بإمكانه المغامرة أو حتى التلميح بالاستفزاز.