في ظل تداول تقارير صحفية نقلاً عن مسؤول إيراني رفيع المستوى حول نية طهران التخلي عن دعم جماعة الحوثي في اليمن، شككت مصادر سياسية يمنية مطلعة في صحة هذه التصريحات، معتبرة إياها محاولة "لذر الرماد في العيون".
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ "المشهد اليمني" أن الواقع يشير إلى استمرار الدعم الإيراني للحوثيين، بل وتصاعده، نظرًا للأهمية الاستراتيجية التي باتت تمثلها الجماعة كأحد أبرز أذرع إيران العسكرية الفاعلة في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن إيران، وعلى عكس ما قد توحي به بعض التصريحات الإعلامية، لن تتخلى عن دعمها العسكري واللوجستي للحوثيين، خاصة بعد التحديات التي تواجه حلفاء آخرين لطهران في المنطقة، مثل تراجع نفوذ حزب الله في لبنان والوضع المتأزم لنظام الأسد في سوريا.
وشددت المصادر على أن الحوثيين يمثلون حاليًا أحد أهم أدوات إيران لتحقيق أهدافها الإقليمية وممارسة الضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وكشفت المصادر عن معلومات مؤكدة تفيد باستمرار عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية وتوزيعها على ما تسميه طهران بـ "الساحات"، والتي تتركز حاليًا بشكل أساسي في كتائب الحشد الشعبي في العراق، وميليشيا حزب الله في لبنان (رغم انحسار نفوذها)، وميليشيا الحوثي في اليمن.
وأكدت المصادر أن محاولات إيصال الأسلحة إلى الحوثيين لم تتوقف حتى اللحظة.
علاوة على ذلك، نفت المصادر بشدة وجود أي مؤشرات على سحب إيران لعسكرييها ومستشاريها المتواجدين في صنعاء لدعم الحوثيين. بل توقعت المصادر أن تسعى طهران إلى تعزيز دعمها اللوجستي والعسكري للجماعة، معتبرة إياها "الورقة الوحيدة الفاعلة" التي يمكن لإيران استخدامها في مساوماتها مع الولايات المتحدة والقوى الإقليمية الأخرى.
وبالتالي، ترى المصادر أن الحديث عن تخلي إيراني عن الحوثيين يفتقر إلى المصداقية ويتناقض مع الحقائق على الأرض والمصالح الاستراتيجية لإيران في المنطقة.