في تطور لافت على مسار الأزمة النووية الإيرانية، يستعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، لزيارة رسمية إلى طهران يوم الأربعاء، بحسب ما أكدته وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، نقلًا عن نائب وزير الخارجية كاظم غريب أبادي.

زيارة جروسي تأتي قبيل انطلاق الجولة التالية من المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي ستُعقد في العاصمة الإيطالية روما، وسط مؤشرات على تحوّل في موقف طهران.

تنازلات غير متوقعة ومساعٍ لتفادي التصعيد

مصادر دبلوماسية كشفت عن تفاصيل "مفاجئة" في الجولة الأولى من المشاورات التي جرت يوم السبت الماضي في العاصمة العُمانية مسقط، حيث عرضت إيران تنازلات وصفت بأنها "أكبر من المتوقع"، بهدف خفض حدة التوتر وتجنّب مواجهة عسكرية مع الغرب.

العروض الإيرانية شملت فتح الباب أمام استثمارات أمريكية مباشرة داخل السوق الإيرانية، وتصدير النفط إلى الولايات المتحدة بأسعار تفضيلية، إضافة إلى استعداد طهران للتراجع عن دعم عدد من الميليشيات الإقليمية، وفي مقدمتها جماعة الحوثي في اليمن، مقابل ضمانات أمنية أمريكية بعدم شن أي هجوم عسكري عليها.

جروسي: نحتاج لحلول دبلوماسية عاجلة

في تغريدة له على منصة "إكس"، شدد جروسي على أهمية "التواصل والتعاون المستمر" مع طهران، مشيرًا إلى أن الأوضاع الراهنة تتطلب "حلولًا دبلوماسية عاجلة".

غياب الشفافية والتعاون الإيراني مع مفتشي الوكالة الدولية كان من أبرز العوامل التي رفعت مستوى التوتر الدولي حول برنامج طهران النووي، خاصة مع استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من عتبة الاستخدام العسكري.

روما تستعد لاستقبال الجولة التالية من المحادثات

الجولة المقبلة من المحادثات النووية ستُعقد يوم السبت القادم في العاصمة الإيطالية روما، وسط مراقبة دولية حذرة، خاصة من جانب الولايات المتحدة، التي تقود الجهود لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، إلى جانب إسرائيل ودول أوروبية أخرى.

المشاورات الأخيرة وصفت بأنها "بناءة" و"قائمة على الاحترام المتبادل"، بحسب البيان الرسمي الإيراني، ما يعكس تحولًا في اللهجة الإيرانية مقارنة بالمراحل السابقة من التفاوض.