كشفت تقارير إعلامية أن شركة "أبل" الأمريكية استأجرت سراً ست طائرات شحن لنقل نحو 600 طن من هواتف آيفون من الهند إلى الولايات المتحدة في نهاية مارس، وذلك لتفادي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما أوردته شبكة "يورونيوز" الأوروبية.

خطة طارئة لتجاوز الرسوم الجمركية

أفادت مصادر مطلعة أن شركة التكنولوجيا العملاقة نقلت حوالي 1.5 مليون هاتف آيفون على متن ست طائرات، تبلغ حمولة كل واحدة منها 100 طن. وتهدف هذه العملية، وفقًا للتقارير، إلى تجاوز التعريفات الجمركية المفروضة على الواردات من الهند.

كما تفاوضت أبل على "ممر أخضر" لتسريع إجراءات التخليص الجمركي في مطار تشيناي الهندي، ما قلّص زمن الإجراءات من 30 ساعة إلى 6 ساعات فقط. وتُعرف الشركة باستخدام ممارسات مشابهة في الصين، حيث تُنتج نسبة كبيرة من أجهزتها.
اقرأ أيضاً: محللون: الصين لن تستسلم بسهولة في الحرب التجارية مع أمريكا

تعزيز المخزون الأمريكي

تسعى "أبل" إلى تعزيز مخزونها داخل الولايات المتحدة تحسبًا لأي اضطرابات في سلاسل التوريد نتيجة التوترات التجارية. ووفقًا لتقرير "وول ستريت جورنال"، تخطط الشركة لتوسيع صادراتها من الهند إلى السوق الأمريكية في محاولة لتقليل آثار الرسوم الجمركية الصينية المرتفعة.

وخلال العام الماضي، صدّرت أبل هواتف آيفون بقيمة تجاوزت 17 مليار دولار من الهند، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن الإنتاج الهندي قد يغطي نصف احتياجات السوق الأمريكية من الآيفون في المستقبل القريب.
اقرأ أيضاً: «مايكروسوفت» تخطف لقب أكبر شركة في العالم من «آبل»

التوتر مع الصين يضغط على سلسلة التوريد

في المقابل، تواجه الصين – مركز التصنيع الرئيسي لأبل – ضغوطاً متزايدة مع تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. فقد أعلنت بكين عن رفع التعريفات الجمركية على الواردات الأمريكية من 84% إلى 125%، ردًا على تعريفات ترامب البالغة 145% على المنتجات الصينية.

أما الهند، فكانت تخضع لرسوم جمركية بنسبة 26% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، قبل بدء العمل بما يعرف بـ"الرسوم الجمركية التبادلية" التي تستمر 90 يوما، ما خفّض الرسوم مؤقتًا إلى 10%.

مخاوف من ارتفاع أسعار الآيفون

نظرًا لاعتماد أبل الكبير على الصين كمركز إنتاج، هناك مخاوف واسعة من ارتفاع أسعار هواتف آيفون ومنتجات التكنولوجيا الأخرى داخل السوق الأمريكية. ورغم هذه المخاوف، خفّت حدتها مؤقتًا بعد أن منح ترامب إعفاءً استثنائيًا لشركات التكنولوجيا من بعض الرسوم.

وتجدر الإشارة إلى أن هواتف آيفون تُصنّع في الصين منذ إطلاق النسخة الأولى قبل 18 عامًا، لكن الاستمرار في هذه الممارسات بات صعبًا في ظل الرسوم المتبادلة بين بكين وواشنطن، والتي تجاوزت 125%.

ويرى خبراء أن نقل سلسلة التوريد خارج الصين قد يستغرق سنوات ويكلّف الشركة مليارات الدولارات.

فكرة التصنيع المحلي.. غير قابلة للتطبيق حالياً

قال دان آيفز، المحلل في شركة "ويدبوش" للأوراق المالية، إن فكرة تصنيع هواتف آيفون داخل الولايات المتحدة "غير واردة حاليا"، مشيرًا إلى أن سعر الهاتف قد يرتفع من 1000 إلى أكثر من 3000 دولار إذا تم تصنيع الجهاز داخل أمريكا. وأكد أن نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة لن يتم على الأرجح قبل عام 2028.

تراجع أسهم أبل بعد قرارات ترامب

منذ إعلان ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية في 2 أبريل، تراجع سهم أبل بنسبة 15%، ما أدى إلى انخفاض القيمة السوقية للشركة بنحو 500 مليار دولار (ما يعادل 442 مليار يورو)، وسط مخاوف من استمرار التصعيد التجاري وتأثيره على شركات التكنولوجيا.