«قائمة الحياة».. سيناريو ضعيف يفسد المفاجآت - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

مارلين سلوم

لا ينتهي الجدل بين من يعتبرون الفن رسالة ومن يعتبرونه وسيلة للتسلية لا أكثر، والحقيقة أن للفن رسالة أياً كان العمل الذي نشاهده سواء كان تلفزيونياً أم سينمائياً أم مسرحياً وحتى غنائياً.. والاختلاف يكون في المضمون لا في نوعية العمل، فهناك أعمال هدفها توعية الجمهور لقضايا إنسانية واجتماعية مهمة، وأعمال تستوحي من الواقع قصصاً تعرضها لنلتفت إليها ونفهم ونتعظ، ونوعية الغاية منها تسلية الجمهور ودعوته للحلم والاسترخاء وهو أمر مطلوب ومستحب، لذلك يكون الفيصل في جودة ما يتم تقديمه ومدى احترامه للفن ولعقل الجمهور، والحرفية في المهنة التي تبهرنا حتى ولو تناولت قصصاً خرافية أو كرتون طفولي.

«قائمة الحياة» الذي انطلق عرضه على «نتفليكس» من الأفلام الناعمة التي تشاهدها للتسلية وفي نفس الوقت ترضيك من حيث الإتقان في الإخراج والتمثيل، وتمنحك فرحاً من حيث الغاية التي تسعى إليها وتحققها بطلة الفيلم والتي قد تحث الشباب على المثابرة وعدم الاستسلام للاستسهال و«الكسل».

هل يترك «قائمة الحياة» أي بصمة أو هل يمكنه التأثير في المشاهدين؟ نعم، لأن بطلته صوفيا كارسون محبوبة وتجيد اختيار أفلامها عادة ولها جمهور من الشباب والمراهقين قد يتأثر بما تقدمه وما تقوله سواء في أفلامها أم أغانيها، صوفيا المغنية والممثلة لعبت دور البطولة إلى جانب تارون إيجرتون في فيلم الإثارة الرائع «كاري أون» (2024) أيضاً من إنتاج «نتفليكس»، وكانت انطلاقتها إلى النجومية من خلال ديزني، حيث اشتهرت بسلسلة أفلام «الأحفاد»، لكن «قائمة الحياة» لا يرتقي إلى نفس مستوى نجاح أعمالها السابقة، بسبب ضعف في السيناريو وأخطاء كان من الممكن تفاديها ليصبح الفيلم أكثر من جيد، علماً أن صوفيا كارسون هي البطلة الأولى والأقوى لهذا العمل، وكل من يشاركها فيه يدور في فلكها، وهي محور الأحداث ومحركها، لذلك يعتبر أداء كارسون ممتازاً وكانت تستحق قصة أكثر قوة وإتقاناً وأكثر غموضاً، أي أحداثاً غير متوقعة تشد الجمهور أكثر.

فيلم «قائمة الحياة» مستوحى من رواية لوري نيلسون سبيلمان التي دخلت قائمة الأكثر مبيعاً وتحمل نفس الاسم، تولى كتابته وإخراجه آدم بروكس، الذي نجح في تقديم فيلم رومانسي اجتماعي جميل، وكان من الممكن أن يحقق الفيلم نجاحاً باهراً نتحدث عنه طويلاً لو كان السيناريو أكثر إحكاماً، وأكثر حبكة، ولولا الاستسلام للكليشيهات المعروفة، لدرجة أن المفاجآت قليلة والجمهور قادر على قراءة ما هو آتٍ، لكن يحسب لبروكس أنه استطاع تقديم عمل ممتع، سلس، مع استغرابنا لبعض المشاهد التي تم إقحامها بلا أي دواعٍ.

هي قصة أليكسندرا روز أو كما ينادونها أليكس (صوفيا كارسون)، تصل مع صديقها إلى منزل والدتها إليزابيث (كوني بريتون) للمشاركة في حفل أقامته العائلة ترحيباً بالمولود الجديد، أليكس هي الابنة الصغرى ولديها شقيقان لوكاس وجوليان، متزوجان ويعيشان حياة مستقرة وكل منهما ينتظر مولوداً.. بينما تعمل أليكس كمندوبة تسويق لعلامة تجميل ناجحة تملكها والدتها، وحياتها العاطفية غير مستقرة. قبل انتهاء الحفل تخبرها والدتها أن «المرض» هاجمها من جديد، وأنه هذه المرة شرس، مشهد أكثر من رائع قدمه المخرج بروكس، حيث صور من أعلى أليكس تنام في حضن والدتها على السرير في وضع الجنين، وفجأة رأيناها بنفس الوضعية بلا والدتها مرتدية الأسود، مشهد مؤثر شديد التعبير بصمت عن الموقف مختصراً الوقت، لنصل إلى اجتماع الأسرة في الشركة حيث طلب منهم المحامي براد (كايل ألين) الحضور من أجل توزيع الميراث الذي تركته والدتهم إليزابيث.. الكل توقع أن تترك الشركة لابنتها المدللة نظراً لشدة ارتباطهما ببعضهما البعض، فإذا بها تترك النصيب الأكبر من الشركة لزوجة ابنها ونال كل من الأبناء نصيباً من الشركة بينما طردت أليكس من وظيفتها وبلا أي حصة من الميراث، ليسلمها المحامي ظرفاً خاصاً عليها أن تفتحه وتنفذ كل ما كتبته إليزابيث فيه كي تستلم ميراثها لاحقاً.

خط ثابت

هذه النوعية من الأفلام تكون في الغالب متوقعة وتسير وفق خط ثابت، وأن البداية كانت قوية ومفتاحاً أساسياً لكل ما يليها من أحداث، وكنا طوال الوقت مدركين مسار حياة البطلة أليكس، وأنها لن تكمل حياتها مع فين، أول شاب قدمته لأسرتها (مايكل رولاند)، ولا مع محاولتها الثانية لإيجاد الحب الحقيقي حين التقت الشاب جاريت (سيباستيان دي سوزا) المدير الأناني المغرور، وأنه سينتهي بها المطاف مع براد (كايل ألين)، الذي يبدو أنه غير مهتم لكنه يُرافقها في كل خطوة لتحقيق أهدافها خلال رحلة بحثها عن ذاتها وتحقيق قائمة أمنياتها والتي من خلالها تحقق أمنية والدتها لتحصل منها على الميراث.

إليزابيث تركت لابنتها شرائط «سي دي» صورتها بنفسها «سيلفي» تتحدث فيها مع ابنتها عن شروطها وأهدافها، أول شريط أبلغتها فيه أنها وجدت بين ألعاب أليكس وأغراضها الطفولية ورقة دونت فيها «قائمة الحياة»، قائمة سردت فيها كل أمنياتها وما تريد تحقيقه في حياتها، مثل أن تكون معلّمة مدرسة، أن تعزف بيانو، تقدم ستاند أب كوميدي، تنهي قراءة كتاب محدد لأنه طويل وممل وفشلت في إكماله عدة مرات.. وآخر أمنية أن تجد الحب الحقيقي. هذه القائمة اعتبرتها إليزابيث هي مرآة ابنتها وحقيقة مشاعرها وقدراتها وطموحاتها، ولأن أليكس تعيش حياة استسلام واستسهال ولم تحقق أياً من تلك الأمنيات ووالدتها على يقين تام بأنها تملك الطاقة والقدرة على ذلك، وجدت في الميراث وسيلة لدفع ابنتها وإرغامها على تحقيق أمنياتها كلها، وكلما أنجزت أمنية تشطبها وتستلم من المحامي ظرفاً آخر وفيديو تخبرها فيه عن معلومة جديدة وتحمسها أكثر على الاستمرار في إيجاد ذاتها.. لكن هل ستتمكن أليكس من تحقيق كل ذلك؟ وما سيكون نصيبها من الميراث؟

تحقيق الأمنيات

لعبة الميراث والفيديوهات ورسائل الأم هي العنصر الأكثر تشويقاً، ورسالة الفيلم عن أهمية تحقيق الأمنيات والسعي والمثابرة وعدم الاستسلام، كل تلك النقاط تعدّ نقاط قوة في الفيلم الذي أجاد المخرج تقديمه مانحاً الجمهور متعة ورغبة في معرفة أسرار إليزابيث وابنتها أليكس، مع نقطة إيجابية أخرى أبرزها الفيلم وهي أهمية وجود الأب في حياة أبنائه، وتضامن العائلة، وأهمية الترابط بين الأشقاء ودعمهم لبعض.

صوفيا شكلت ثنائياً ناجحاً مع كايل ألين، لكن يؤخذ على الفيلم أنه لم يمنح الأدوار الذكورية مساحة كافية خصوصاً كايل يظهر ويختفي لدرجة أن الجمهور يشعر بأن صوفيا بطلة وحيدة وكل من يشاركها التمثيل يأتي بعدها بأدوار مساندة ليس أكثر، فشخصية كايل كانت تستحق وجوداً أكبر وأهمية في مسار الأحداث وتطورها أكثر، كذلك عودة أليكس للتصالح مع والدها الأب يحتاج إلى المزيد من التركيز عليه ومنحه حقه، فبالكاد التقته وتصالحا حتى قطع المخرج المشهد، علماً أن اللقطة كانت مفعمة بالمشاعر التي أثرت في المشاهدين، ثم بترها بروكس لينتقل إلى مشهد جديد.

[email protected]

     

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق